تسبب قرار سعودة سوق الأسماك المركزي في ينبع، ومنع العمالة الوافدة من ممارسة عمليات البيع والشراء في السوق، والذي بدأ تطبيقه مطلع الشهر الجاري، في خلو السوق من ما يجلبه الصياديون، وتوقف أنواع عدة من الأسماك للدخول بالسوق، كما انسحب إثر ذلك على خلوه من زبائنه، حيث فضل معظهم خيار الشراء المباشر من مطاعم الأسماك التي تحصل على مؤونتها منه مباشرة من أسواق مجاورة كالرايس ورابغ وجدة. ومع اختفاء الأسماك الطازجة من السوق والتي كانت تجلبها العمالة الوافدة من خلال المراكب التي يعملون عليها، لاحت في الأفق أزمة حقيقية في إمكانية مقدرة الشباب السعودي من ضبط عمليات البيع والشراء بعد أن فقد السوق من يغذيه، في وقتٍ لاقى فيه قرار السعودة ارتياحا بين أوساط الشباب السعودي، الذين وجدوا في القرار متنفساً لهم لممارسة البيع والشراء في السوق بعد أن كانت تسيطر عليه العمالة منذ سنوات. في مقابل ذلك، أبدى زبائن عدة كانوا يترددون فيما مضى بانتظام على السوق، تذمرهم جراء خلو "بنقلة ينبع" كما يتعارف عليه من الأسماك الطازجة، بعد دخول قرار منع العمالة وسعودة السوق حيز التنفيذ بحصر عمليات بيع الأسماك أو المشاركة في المزاد اليومي للأسماك على السعوديين فقط. "الوطن" تجولت في سوق الأسماك المركزي في ينبع، ورصت خلو السوق تماماً إذ لم يوجد غير قلة جاءت لتبحث عن منتجات البحر، وقال سعد الغامدي إن سعودة السوق أمر مطلوب، ويوفر عددا من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، ويوافقه في الرأي خالد الشهري بقوله إن السوق كان محتكراً من العمالة الوافدة التي تبسط نفوذها على السوق باصطياد الزبائن داخله وخارجه في ظل غياب الرقابة من الجهات المختصة. وعبر عدد من المتعاملين في السوق عن مخاوفهم من هروب الزبائن بسبب منع العمالة من دخوله، وقصر عملهم على التحميل والنظافة، مطالبين بأن يتم الاستثناء من ذلك العمالة الخاصة بمحلات بيع السمك المرخصة من بلدية ينبع، والسماح لهم بالبيع كونهم يعملون تحت مظلة كفلائهم، وإيقاف العمالة المخالفة التي تمارس البيع والشراء خارج أسوار السوق مطالبين بأن يتم التريث في القرار. من جهته، أوضح رئيس لجنة السعودة في ينبع سعيد الرجبي، أن اللجنة تعمل لضمان الالتزام بالتعليمات والأنظمة الصادرة بشأن العمل في داخل السوق على أن يسمح للعامل بالتحميل والنظافة فقط، وحصر البيع والشراء ودخول المزاد الصباحي للأسماك على السعوديين فقط. وكان محافظ ينبع المهندس مساعد السليم، قد أصدر قرارا بموجبه تتم سعودة سوق السمك المركزي في ينبع وإتاحة المجال للشباب السعودي بالعمل، إذ بدأت لجنة السعودة التابعة للمحافظة في ضبط العمالة الوافدة التي تعمل في السوق، تنفيذاً لقرار المحافظ الذي يقضي بمنع العمالة الوافدة من العمل والبدء بتوطين سوق السمك في ينبع.