قطع مستشار رئيس الائتلاف الوطني السوري فايز سارة بحق المعارضة السورية المسلحة في الحصول على السلاح الذي تحتاجه من أي جهة يمكن أن توفرها لها، مشيراً إلى أن الشعب السوري يواجه حرب إبادة يقوم بها جيش النظام، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "نحن بحاجة ماسة إلى مضادات الطيران ومضادات الدبابات، لوقف الآلة العسكرية الهائلة التي يستخدمها جيش الأسد الذي يجد دعماً بالأسلحة الحديثة من روسيا وإيران، إضافة إلى مده بالأموال والمقاتلين الطائفيين من ميليشيات حزب الله اللبناني، ومقاتلي أبي الفضل العباس وفيلق بدر العراقيين، إضافة إلى مستشارين عسكريين على مستوى عال من منسوبي الحرس الثوري الإيراني. لذلك نمد أيدينا لكل من يؤمن بعدالة قضيتنا، سواء الولاياتالمتحدة أو غيرها للحصول على السلاح الذي نستطيع به حماية شعبنا". ورداً على سؤال حول ما أثير عن حصول الجيش الحر على مضادات طيران، وبالتحديد صواريخ تاو الأميركية قال: "مع عدم وجود معلومات مؤكدة لدي حول هذا الأمر، إلا أنني لا أذيع سراً إذا قلت إننا نتوقع أن تفي واشنطن بالوعد الذي قطعته بتزويدنا بهذه الأسلحة النوعية، التي من شأنها أن تحدث تحولاً في الوضع العسكري على الأرض، فإذا حدث ذلك فبها ونعمت، وإذا لم يحدث فلن نقف مكتوفي الأيدي، وسنسعى للحصول على تلك الأسلحة من مصادر أخرى، وهناك دول أوروبية وعدت بتوفير هذه الأسلحة للجيش الحر، وحسب معلوماتنا فإن أنواعاً من مضادات الطيران موجودة في مخازن بعض الدول العربية التي تتعاطف مع الشعب السوري وتقف إلى جانب ثورته، ولا نستبعد أن تمدنا بها لوقف العبث الذي تمارسه قوات الأسد تجاه المواطنين العزل". ومضى سارة قائلاً "من حقنا أن نبحث عن كافة السبل التي تمكننا من حماية شعبنا الذي يواجه ظروفاً لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً، حيث تقصفه مروحيات تتبع لجيش بلاده الذي يفترض أن يقوم بحمايته، لا بالاعتداء عليه، كما يتعرض لقصف متواصل واعتداءات من جنود مرتزقة استقدمتها حكومة بلاده لهذا السبب. وقد فقد هذا الشعب من أبنائه أكثر من 150 ألف قتيل، وقرابة نصف مليون جريح، واضطر الملايين لترك بيوتهم وأملاكهم وتفرقوا لاجئين في أنحاء الأرض. لذلك لا بد لهذه المهزلة أن تتوقف". وكانت مجلة "تايم" الأميركية قد نشرت في عددها الأخير نقلاً عن مسؤولين في الأمن القومي الأميركي أخباراً عن تزويد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة أميركية مضادة للدبابات تحمل على الكتف. وأضافت أن قرار تزويد المعارضة بتلك الأسلحة جاء بعد موافقة الكونجرس الذي تحفظ على مد المقاتلين بمضادات الطيران، خوفاً من وقوعها في أيدي جماعات متطرفة ربما تستخدمها مستقبلاً ضد طائرات مدنية. وأضافت المجلة أن هذه الأسلحة ظهرت في إدلب بشمال سورية. كما أشارت مصادر إعلامية إلى أن مصادر داخل المعارضة السورية – رفضت الكشف عن اسمها – أقرت بحصول الجيش الحر على صواريخ تاو الأميركية المضادة للدبابات، ولم تحدد المصدر الذي قام بتوفير هذه الصواريخ أو عددها أو كيفية دخولها. وبثت المصادر تسجيلات مصورة لمقاتلي المعارضة وهم يستخدمون تلك الصواريخ بنجاح ضد بعض الدبابات الحكومية، حيث تمكنت من تفجيرها. وأكدت مصادر أن هذه الصواريخ تمتاز بالدقة العالية وتعمل بالطاقة الحرارية وتستطيع اقتفاء أثر أهدافها حتى وإن غيرت مسارها. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تعهد بمد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية تستطيع إحداث فرق جوهري على الأرض، بما يؤدي لتحقيق التوازن العسكري مع قوات النظام. ورغم حاجة المعارضة إلى مضادات الدبابات، إلا أنها تحتاج بصورة أكثر لمضادات الطيران لوقف طائرات النظام التي تقصف الأحياء السكنية في معظم المدن بالقنابل وبراميل المتفجرات، حيث باتت تمثل هاجساً للمدنيين.