أكدت مصادر متطابقة وصول أسلحة جديدة الى المعارضة السورية بعد قرار واشنطن «تصعيد تدرجي» في مقاتليها في شمال البلاد وجنوبها، كان بينها صواريخ مضادة للدروع. وأظهرت صور فيديو مقاتلين معارضين يستهدفون بصاروخ «تاو» الاميركي دبابة للقوات النظامية في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. وقال مسؤول غربي ل «الحياة» في لندن، ان ادارة الرئيس باراك اوباما أقرت عدداً من المقترحات التي رفعها خبراء أمنيون وعسكريون، بينها رفع تدرجي في دعم مقاتلي المعارضة المعتدلين ورفع عدد الذين يخضون للتدريب من 300 الى 600 مقاتل شهرياً في معسكرات في دول مجاورة لسورية، وتقديم مزيد من المعلومات الاستخباراتية عن تحركات القوات النظامية. واضاف ان ادارة الرئيس اوباما سمحت بإيصال دول اقليمية كميات كبيرة من الاسلحة التقليدية ووسائل الاتصال ودفعات كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات، لكنها لم توافق على اقتراح تزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ محمولة على الكتف مضادرة للدروع. وقال مسؤول معارض ان دولاً اقليمية اقترحت «تدريب مئة مقاتل معارض على صواريخ مضادة للطائرات تكون مضبوطة ببصمة الابهام لتحديد استخدامها وعدم وقوعها في الايدي الخطأ». واوضحت مصادر متطابقة ان واشنطن وافقت على هذا «الدعم التدرجي» لتحقيق هدفين: الاول، تغيير ميزان القوى على الارض لإقناع النظام السوري بالحل السياسي والدخول في مفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية بموجب بيان جنيف الاول عبر عقد جولات أخرى من المفاوضات مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وفي هذا المجال، قال ديبلوماسي اوروبي امس ان واشنطن لم تكن متحمسة لعقد لقاء بين المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي تشرميان في جنيف في 10 الشهر الجاري ما لم توافق موسكو على حصول «مفاوضات متوازية بين الجانبين السوريين حول تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ومكافحة الارهاب». واضاف ان وفد الحكومة السورية كان وافق على جدول اعمال اقترحه الابراهيمي لمناقشة اربعة عناصر هي: مكافحة الارهاب وهيئة الحكم الانتقالية ومؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير والمصالحة الوطنية، لكنه لم يوافق على عقد «مفاوضات موازية» حول ملفي الارهاب والهيئة الانتقالية. الثاني، دعم المعارضة المعتدلة لتكون قادرة على مواجهة المتطرفين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتغيير ميزان القوى على الارض بين اطراف المعارضة لصالح المعتدلين. ولم يستبعد مسؤول غربي رفيع ان تقوم اميركا باستهداف مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) والجهاديين في شمال سورية، عبر هجمات جوية خلال مدى زمني اقصاه سنة من الآن. كما تتضمن «استراتيجية دعم المعارضة» فتح حوار مع الجماعات المعتدلة في الكتائب الاسلامية التي تشمل «جبهة ثوار سورية» و «جيش المجاهدين» و «الجبهة الاسلامية»، مع شرط ان يكون الحوار مع بعض فصائل «لواء التوحيد» و «صقور الشام» و «جيش الاسلام» في «الجبهة الاسلامية» من دون ان يشمل هذا الحوار «احرار الشام» لاعتقاد واشنطن واطراف غربية اخرى ان الاخيرة «اقرب الى جبهة النصرة والجهاديين»، بحسب المسؤول. وضمن هذا التصور، وصلت «كميات اضافية مختلفة كماً ونوعاً» من السلاح الى المعارضة، بينها نحو 600 صاروخ مضاد للدروع بحسب قيادي معارض. وقال خبير في شؤون المعارضة السورية ان عدداً كبيراً من صواريخ «تاو» وصل الى «حركة حزم» التي تضم 12 فصيلاً مسلحاً وتقع تحت تأثير الناطق السابق باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد، حيث بث امس اكثر من فيديو لمقاتليه يستخدمونها. وبحسب ما نُشر امس على صفحات معارضة على موقع «فايسبوك» فان شركة «ريثورن» الاميركية بدأت بانتاج «تاو» قبل خمسين سنة وصنعت 650 الفاً منها بيعت الى 40 دولة وانه جرت في 2011 اختبارات للنسخة الاحدث «ام 220» من هذه الصواريخ الموجهة التي تصيب اهدافها. وكتب موقع «سراج» امس ان هذه النسخة قادرة على تدمير درع بسماكة بين 600 و900 ملم على بعد بين 3750 و4200 متر، اذ يطلق بسرعة تبلغ نحو 300 متر في الثانية. واضاف: «ما يحدث عند اطلاق صاروخ كونكورس باتجاه دبابة مستورة وراء جدار ترابي، هي اصطدام الصاروخ بالساتر الرملي وانفجاره عليه وعدم اصابته للدبابة، فيما يعتبر صاروخ تاو قادراً على التغلب على هذه المشكلة». واشار الى ايران طورت نسخاً من «تاو» حصلت عليها خلال الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، تحت اسم «طوفان».