أعلن نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله الجاسر، أن الوزارة تتجه إلى تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية في دوراتها المقبلة بالتعيين لعدد من الأعضاء والانتخاب للعدد الآخر. وقال الجاسر في تصريحات صحفية بعد تفقده مشروع نادي الأحساء الجديد أمس، إن الوزارة رصدت سلبيات "متعددة" في انتخابات الأندية الأدبية، مشددا على أن الصراعات في الأوساط الثقافية هي السبب المعوق الرئيس لنمو العمل الثقافي، واصفا الكتب المجانية التي توزعها الأندية بأنها لا تستحق القراءة، مضيفا "أنا لا أحترم الكتب التي توزع بالمجان". وكشف نائب وزير الثقافة خلال الجولة عن الرفع للجهات المختصة لزيادة المخصصات المالية لفروع جمعيات الثقافة والفنون ال16. تدرس وزارة الثقافة والإعلام تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية في دوراتها المقبلة بالتعيين لعدد من الأعضاء والانتخاب للعدد الآخر، وذلك بهدف الوصول إلى مجلس إدارة قادر على إدارة العمل الثقافي داخل النادي، طبقا لنائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، خلال حديثه ظهر أمس لرجال الصحافة، عقب تفقده مشروع نادي الأحساء الجديد شمال مدينة المبرز في الأحساء، برفقة رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري، واستمع الجاسر إلى شرح مفصل عن مكونات المشروع، مؤكدا أن الوزارة رصدت سلبيات "عديدة" في انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، وصراعات المثقفين بسبب العملية الانتخابية، خاصة أنهم واجهة حضارية للمملكة العربية السعودية، وبالتالي يجب إعداد آليات محكمة ودقيقة للعملية الانتخابية، مشدداً على أن الصراعات في الأوساط الثقافية، هي السبب المعوق الرئيسي للعمل الثقافي. وأشار الجاسر إلى أن لدى الوزارة اهتماما واسعا بالمباني، مستشهداً بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله- ب160 مليون ريال ل 16 ناديا أدبيا في المملكة، بواقع 10 ملايين ريال لكل نادٍ، كاشفا عن إنشاء 9 مقرات جديدة للأندية الأدبية، بعضها انتهى البناء فيها وأخرى أوشكت على الانتهاء، وبعض تلك المباني شيدت على نفقة رجال أعمال والبعض الآخر بدعم المليك، واصفا مبنى أدبي الأحساء "الجديد" بالأفضل بين المباني الجديدة للأندية، ونموذج للمباني الحديثة، التي تطمح الوزارة إلى تنفيذها. وأضاف الجاسر أن المخصصات المالية السنوية لفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ال16 فرعاً، والبالغة قيمتها سنوياً 13 مليون ريال، بحاجة إلى ترشيد لهذا المبلغ لتغطية كافة النشاطات وإدارة للأموال بشكل صحيح، موضحاً أن الوزارة، رفعت للجهات المختصة بطلب زيادة المخصصات السنوية لجمعية الثقافة والفنون، وطلب بزيادة ميزانية الجمعيات ال6 التابعة للوزارة، جمعية المسرحيين، والمصورين الضوئيين، والطوابع، والتشكيليين، والخطاطين. وانتقد الجاسر توزيع الكتب "مجاناً"، واصفاً أن الكتب المجانية لا تستحق القراءة – على حد قوله-، مضيفاً "أنا لا أحترم الكتب التي توزع بالمجان"، مقترحاً على الأندية الأدبية فرض رسوم مالية رمزية على أسعار الكتب التي تصدرها. وشدد الجاسر على أن الوزارة، تعمل على تحويل الثقافة إلى منتجات استهلاكية، أسوة ببعض الدول الأجنبية، إذ إن فيها الثقافة صناعة، ولها مردودات اقتصادية كبيرة. اللغات محصلة الحضارات إلى ذلك وصف أمين عام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي مهرجان "جواثى"، الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي كل عامين، بأنه بات يكبر نسخة بعد نسخة. وأشار الوشمي، خلال كلمته مساء أول من أمس، أمام أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ومحافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، في افتتاح مهرجان "جواثى4" والعناية بها بدافع ديني وثقافي أو اقتصادي، وأن بعض أقسام "العربية" في جامعات العالم غير الإسلامي، ذات العراقة، ينافسوننا في حب "العربية"، وأن هناك زيادة مضطردة في أعداد أقسام "العربية" في الدول الأجنبية، إذ إن في الصين 40 قسماً ل"العربية"، وفي إندونيسيا 70 قسماً، وفيها اختصرت الثقافة "العربية" ذلك بمقولة: "من تكلم العربية فهو عربي". وأضاف أن اللغات محصلة الحضارات، وهي التي تتجه إليها الدول في مراكزها البحثية العليا، فتدرس اللغة وتصل من خلالها إلى مكونات الشعوب، وأن اللغة ليست وسيلة تواصل عابرة فحسب، وإنما هي ملتقى العقول المتعددة من الفكر والدين والثقافة والتاريخ والمستقبل. بدوره، أشار رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري في كلمته إلى أن النادي استلهم دوره في دراسة المنجز الأدبي في المملكة والخليج العربي، بهدف التأسيس لأدب فصيح في لغتنا، لبناء الأجيال، وينبع من الثوابت، ويأخذ من المعاصرة، في وقت كثر فيه الركيك في القول لغة وأسلوباً ومعنى، وبات الإبداع في الأدب لا نصيب له إلا انتحال اسمه، وهو في ذلك أمام كم هائل مما يحسب ظلماً على "الأدب" شعراً ونثراً، وهو لا يساوي قيمة "الحبر" الذي كتب به-، لذا رأى مجلس إدارة النادي في الأحساء، تنفيذ المهرجان في نسخته الحالية لدعم اللغة العربية وأدبها، مبيناً أن شراكة النادي وجامعة الملك فيصل، ساهمت في توفير الكثير من المصاريف على النادي منذ توقيع الشراكة قبل عدة أشهر، تجاوزت ال400 ألف ريال. وشهد حفل الافتتاح عرضاً مسرحياً بعنوان "أنا البحر" تأليف الدكتور سامي الجمعان.