محافظ أحد رفيدة نسعد كل يوم بقدوم دفعة جديدة من خارج المملكة من أبنائنا يحملون شهادات عليا في مختلف التخصصات، درسوا وتعبوا وكافأهم الوطن وأعطاهم ما يستحقون من الرعاية والاهتمام، هم وأسرهم حتى عادوا لنا بالشهادات العليا، وهنا يستبشر الوطن من أنه جاء الحصاد ويفرح المواطن بأنه سوف يجني الثمار، هذا تصور والواقع شيء آخر. ما نشاهده على سبيل المثال من أطبائنا الذين حصلوا على أعلى الشهادات في مختلف التخصصات الطبية، بعضهم سواء هذا الاستشاري أو ذاك له عيادة في المستشفيات الحكومية التي يأخذ عليها مقابلا ونرى له عيادة في المستشفيات الخاصة، وتجد الفرق المذهل في المواعيد في المستشفيات الحكومية، تجد المواعيد بالأشهر والأعداد التي تُستقبل في كل عيادة قليلة جداً على الرغم من طول الانتظار، وترى الاستعجال في إعطاء المواعيد في العيادات والمستشفيات الخاصة إلى درجة أن يصل العدد في العيادة الواحدة إلى أكثر من المعدل الطبيعي بأضعاف في وقت لا يتجاوز الخمس أو الست ساعات، وبحسبة بسيطة يكون نصيب المريض لدى هذا الاستشاري ثلاث دقائق إلى أربع دقائق، متى يسأل المريض عن الأعراض؟ ومتى يكشف عليه ويفحصه الفحص الصحيح؟ ومتى يستقبله الاستقبال النفسي اللائق الذي هو نصف العلاج. وهنا نجد كثيراً من حالات التشخيص غير دقيقة كذلك نجد قائمة طويلة من طلبات التحاليل والأشعة إلى غير ذلك تُكتب على عجل مما يرهق هذا المريض ويزيد من همه وتعبه ومرضه. العتب على أبنائنا كبير جداً فقد أخذت المستشفيات والعيادات الخاصة أغلب أوقاتهم، أغلب جهدهم، أغلب اهتمامهم. يا أبناءنا طلبنا هو العمل بالمعدلات والمعايير العالمية في إعطاء المريض حقه من الاهتمام والوقت والرعاية والمتابعة والإجراء الطبي السليم، ولن تتعدى طموحاتنا إلى الحلم بأن تكون هناك عيادات مجانية، ولو كل شهر أو تخفيض قيمة الفاتورة الضخمة والمبالغ فيها أصلا، هذا وأنتم ترون بأعينكم حال بعض المرضى الذين يراجعونكم، أنتم في خير وعساكم على الدوام في خير، فراعوا الله - سبحانه وتعالى - ثم ضمائركم في التعامل مع أهلكم في هذا الوطن.