مع دخول "مجزرة العصر" عامها الرابع، وفي وقت شنت فيه "واشنطن" هجوما على نظام الأسد، معتبرة ترشحه لولايةٍ رئاسيةٍ جديدة، أمراً "مثيراً للاشمئزاز" لفقدانه شرعيته في قيادة سورية، شن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أمس، هجوماً عنيفاً على طهران، التي وصفها ب"رأس الأفعى"، التي تُسهم في تعرض بلاده سورية، إلى ما عدّه "غزواً بربرياً". الجربا الذي عاد لمعاهدة الشعب السوري، بأن لا يتخلوا عن ثورتهم "العادلة" كما يرى، ربط وبشكلٍ لافت بين نظام دمشقوطهران، وبين من وصفهم ب"الجماعات المتطرفة"، في إشارةٍ واضحةٍ إلى تنظيمات تقاتل إلى جانب النظام بشكلٍ غير مباشر، كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي قال عنه "إنه تسلل ومن الخلف خدمةً لنظام دمشق الذي يوازيه في التطرف والإرهاب". ولم يسلم حسن نصر الله أيضاً، من سهام رئيس الائتلاف الوطني السوري، حين قال "حسن نصر الله يعمل على تأجير دماء اللبنانيين خدمةً للسفاح. نحن نواجه حرباً شرسة من قبل عصابات نصر الله، بدعمٍ من رأس الأفعى في طهران، لسنا في طور حربٍ أهلية، بل نتعرض لغزوٍ بربري، تحت ستار الممانعة، حتى صار العالم بأسره يدرك أكاذيب النظام المجرم. سنمضي في مشروعنا ولو كنا وحدنا". وعدّ الجربا أن المضي قدماً في متابعة المعركة ضد نظام الأسد، وجماعات التطرف، أمرٌ يدخل في صلب المصلحة السورية. واعترف الرجل بتقصير الائتلاف وقال "من لا يعمل لا يخطئ. لم نكن بمستوى الطموحات، لكننا نجدد العهد لثورةٍ محكومةٍ بالنصر لا محالة". وأكد الجربا على مطالب مناهضي نظام دمشق، بضرورة تسليح الكتائب المقاتلة على الأرض، تسليحاً نوعياً، من شأنه على الأقل تغيير قواعد "اللعبة العسكرية"، في وقت يجد نظام الأسد، أبواب التسليح مفتوحةً على مصراعيها، تارةً من قبل الحليف الروسي، الذي وعلى الدوام يعزو تسليح دمشق بعقودٍ "مُسبقة"، وتارةً أخرى من طهران التي تقف إلى جانبه من منطلقٍ عقائدي صرف. وكانت واشنطن قد اختارت أمس ال15 من مارس، لتمرير رسالةٍ سياسيةٍ لنظام دمشق، مفادها، أن ترشحه لولايةٍ رئاسيةٍ جديدة، أمراً "مثيراً للاشمئزاز"، وقرنت ذلك الإعلان، في هذا التوقيت تحديداً، بالعودة للتجديد على فقدان بشار الأسد شرعيته في قيادة سورية. وأكثر من ذلك، رأت الولاياتالمتحدة الأميركية أول من أمس وعلى لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، أن دخول الأسد لأي انتخاباتٍ رئاسية أمر "مُهين"، بعد كل ممارساته في حق الشعب السوري الأعزل. فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إن ترشح الأسد لولايةٍ جديدة في الانتخابات الرئاسية في سورية، من شأنه أن يُعقد عملية جنيف"، في إشارةٍ إلى أن الرجل لا يزال يؤمن بالحلول السياسية، التي قطع طريقها نظام دمشق، خلال مؤتمر السلام الدولي المنعقد في سويسرا خلال الشهر المنصرم، والذي باء بالفشل كما يراه مراقبون.