يمثل الطلبة السعوديون الدارسون بالخارج أنموذجا للتفاعل مع المناسبات الوطنية، إذ تحتفل الأندية الطلابية في كافة أنحاء العالم بتلك المناسبات، بانسجام فريد، وتنظيم مبهر ورائع، يعبر فيه الطلاب عن فرحتهم وسعادتهم بحلول هذه المناسبات، التي تذكرهم بوطنهم، وتشعل فيهم حنين الاشتياق لتراب أرضهم. الأندية الطلابية في مثل هذه المناسبات تفتح أبوابها للطلبة، للتعبير عن فرحتهم بأسلوبهم الخاص، ومنهم من يشارك بإلقاء القصائد والأناشيد، إضافة إلى العروض المرئية، وهناك من يتناول مسيرة الوطن، في حضور المسؤولين من السفارات والملحقيات الثقافية والعسكرية وغيرها، إضافة إلى الضيوف من أبناء البلد المضيف، والزملاء من الطلبة. ويعمل هؤلاء الطلبة على عكس الصورة المشرقة لبلدهم، واستلهام ما بناه القادة، من إنجازات قياسية تمتاز بالشمولية، وتشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن، والمنجزات التنموية المتعددة والعملاقة في مختلف القطاعات. إلا أن ما نطمح إليه أن تنقل هذه الروح الإيجابية، وهذا الاحتفاء المشرق إلى أرض الوطن، بدلا مما نسمعه ونراه أحيانا من ممارسات طائشة، أو أسلوب خاطئ في التعبير عن الفرح، ونتمنى أن نرى مبادرات خلاقة في القريب العاجل، في مناسباتنا الوطنية كافة، وأعيادنا، ونمنح لأنفسنا الفرصة للتعرف بشكل أفضل على وطننا، وبلادنا، وزيادة حرصنا على الحفاظ على مقدراته. ربما يكون التطوع هو البذرة الأساس، لمثل هذه الممارسات التصحيحة، فلو تبنى مجموعة من الخريجين العائدين للوطن، محملين بسلاح العلم والعمل، أفكارا خلاقة من هذا النوع، وشكلوا مجموعات تطوعية على غرار الأندية الطلابية، ولكن بشكل أكبر – وليس شرطاً أن يكون أكبر من حيث العدد – وإنما من حيث الفعل والتأثير، فمن وجهة نظري سيصحح ذلك كثيرا من الممارسات السلبية، والمفاهيم الخاطئة.