لا شك أن كل مواطن في هذه البلاد الطيبة ، بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ، يفتخر ويعتزبهذه الذكرى الجميلة والغالية والعزيزة على قلب كل مواطن.ففي ذكرى اليوم الوطني ، تعم مظاهر الفرح والبهجة والسعادة كل أرجاء الوطن ، بلا استثناء ، الكل فرح، الكبار والصغار، الرجال والنساء ، كل يعبر عن فرحته بطريقته ، ونشاهد العديد من الاحتفالات ، بطرق مختلفة ، ووسائل متعددة ، كلها تعكس فرحة وسعادة المواطنين واعتزازهم بهذه المناسبة. فعلى سبيل المثال : الاحتفالات التي تقام في مدارس البنين والبنات ، فهذه تغرس في نفوس الطلاب والطالبات حب الوطن ، والاعتزاز به ، والانتماء إليه . وهناك الاحتفالات التي تقام في أماكن محددة ، أو أماكن عامة ، يقام عليها فعاليات هذا الاحتفال ، بمشاركة المسؤولين والأهالي. كل هذه مظاهر جميلة للتعبير عن مدى الفرحة و السعادة والاعتزاز والفخر باليوم الوطني . إلا أن أسوأ طريقة للتعبير عن الفرح ، هي تلك التي تؤدي إلى الفوضى ، وتهدد حياة الناس ، وأقصد بذلك مسيرات السيارات التي يقيمها بعض شبابنا في الشوارع ، رغم تأكيد المسؤولين في وزارة الداخلية بعدم اللجوء إلى هذه الوسيلة، فهذه من جهة ، تهدد حياتهم وحياة غيرهم من الأبرياء ، ومن جهة أخرى ، تغلق الطرق ، وتعطل حركة السير والمرور ، ومصالح المواطنين ، وقد تؤدي إلى تأخير وصول سيارة إسعاف ، تنقل مريضا بحاجة إلى أن يصل المستشفى بأسرع وقت ممكن ، أو في تأخير وصول سيارات الدفاع المدني، إلى موقع حريق.ومن المؤسف، أن يصادر علينا بعض من شبابنا المستهتر فرحتنا باليوم الوطني، ويبدلوا احساسنا وشعورنا الجميل بالفرح والسعادة ، إلى شعور بالخوف ، الخوف عليهم أن يصاب أحدهم بمكروه ، نتيجة لما قد يقع من حوادث ، والخوف على بعض الممتلكات أن تصاب بأذى ، من بعض الطائشين والمستهترين من الشباب ، وأقول واركز على كلمة( بعض ) لأن ليس كل شبابنا بهذه الصورة السيئة ، بل هم قلة . لا أحد يريد أن تتحول فرحتنا وسعادتنا بهذه المناسبة العزيزة ، إلى مآسٍ وأحزان، من خلال ما قد يقع من حوادث مؤسفة ، نتيجة للتصرفات الخاطئة وغير المسؤولة من بعض الشباب ، ونتيجة لعدم تقيدهم والتزامهم بالأنظمة .فكل من قرأ وسمع عن الحادث الذي تعرض له الطفل عبدالاله ابن الدكتور طارق الحبيب ، شعر بالحزن والأسى ، فما أصاب هذا الطفل البريء ، كان نتيجة و ضحية هذا التعبير الخاطئ بفرحة اليوم الوطني، الذي جاء بأسلوب مستهتر وفوضوي من بعض الشباب ، لا نريد أن يشكل هذا النوع من التعبير بالفرح خطرا على حياة الآخرين والأبرياء والممتلكات ، ويحول الفرح إلى حزن ، والبسمة إلى دمعة . ويخطف منا أعز ما نملك ، وهم فلذات أكبادنا . نريد الكل يفرح بوطننا، وبما حققه من تطور وتقدم في جميع المجالات ،وفي نفس الوقت نفكر ببناء مستقبل جميل ومشرق للوطن وأبنائه ، نريد من شبابنا أن يكونوا أكثر ولاء وحبا لوطنهم ، وأن يحرصوا ويحافظوا على مكتسبات ومنجزات الوطن ، وأن يفتخروا ويعتزوا بهذه الذكرى الجميلة ، ويعبروا عن فرحتهم بها ، بأسلوب جميل وحضاري ، دون أن يؤذوا أنفسهم و يؤذوا الآخرين . عبدالله حسن أبوهاشم - ضباء