حذرت إسرائيل لبنان أمس من مغبة قيام حزب الله بأي عمل عسكري ضدها، وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز: "من البديهي أن يكون لبنان مسؤولا عن أي هجوم على إسرائيل من أراضيها، ومن واجب الحكومة اللبنانية منع أي هجوم إرهابي. وستتحمل المسؤولية الكاملة عن مثل هذا الفعل في حالة وقوعه". وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل، قد وجَّه مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير نواف سلام، بتقديم شكوى ضد إسرائيل لشنها غارتين على منطقة جنتا شرق لبنان. وأعطى الوزير باسيل تعليماته للسفير سلام بتسليم الشكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي بدوره سيرفعها إلى رئيس مجلس الأمن هذا الشهر ومن ثم توزيعها كوثيقة على الدول الأعضاء والاحتفاظ بحق لبنان في دعوة المجلس إلى الانعقاد عندما يرى ذلك مناسبا. وندّد باسيل باعتداء إسرائيل على لبنان وخرقها للقرار 1701، داعيا الأممالمتحدة إلى إلزامها بالتقيد بهذا القرار. سياسياً، رد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان على "حزب الله" وتمسك فريق 8 آذار ب"ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" في النقاشات التي تدور حول البيان الوزاري للحكومة، وقال إن الثلاثية التي ينبغي مراعاتها هي "الأرض والشعب والقيم المشتركة"، مؤكداً أن هذه "هي الثلاثية الذهبية الدائمة للوطن". وحول إمكانية تجاوز إعلان بعبدا صراحة والاكتفاء بذكر مقررات الحوار الوطني في البيان الوزاري، رأى سليمان وجوب "عدم التشبث بمعادلات خشبية جامدة تعرقل صدور البيان الوزاري"، وقال: "إعلان بعبدا أصبح من الثوابت، وهو يسمو على البيانات الوزارية، وسيظهر مستقبلاً أن الجميع سيحتاج إليه". وكان واضحاً أن سليمان يرمي من ذلك إلى البحث عن طريقة للخروج من أزمة البيان الوزاري. في سياقٍ منفصل، أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، قراره الاتهامي بملف حوادث عبرا، حيث طلب فيه الإعدام للشيخ أحمد الأسير، الذي أعلن ولاءه لرئيس جبهة النصرة أبو محمد الجولاني. كما طلب الإعدام لحوالي 56 عنصراً من جماعة الأسير. من جهة ثانية، خرق جيش النظام السوري السيادة اللبنانية أمس، حيث اعتدى على بلدات حدودية في البقاع، بحجة مطاردة مسلحي المعارضة السورية. ورأت مصادر متابعة أنه "فيما يقف لبنان الرسمي شبه صامت أمام هذه الاعتداءات المتمادية بسبب الشلل القائم، يستفيد "حزب الله" من أي عدوان إسرائيلي، لإحكام سيطرته على لبنان والتمسك بسلاحه بحجة حقه في المقاومة"، موضحة أن "وزارة الخارجية تحركت ضد الغارة الإسرائيلية الأخيرة، على الرغم من عدم توافر معلومات رسمية حولها، فيما لم يتم التأكد أين وقعت. إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتحرك لتحتج على هذه الاعتداءات، رغم أن إسرائيل والنظام السوري يبرران الغارات التي يقومان بها تباعاً، باستهداف مراكز عسكرية ل"حزب الله" و"الجيش الحر". وفي تفاصيل الاعتداء السوري الجديد، قام الطيران الحربي السوري بغارتين، على خربة يونين في جرود عرسال، على السلسلة الشرقية بأربعة صواريخ سقطت في البلدة، وقال مصدر أمني - رفض الكشف عن اسمه -: إن الغارة لم تكن بعيدة عن موقع الجيش اللبناني ولم تقع إصابات. كما أفيد عن سقوط 5 صواريخ على بريتال مصدرها السلسلة الشرقية، سقط أحدها في وادي شلح، وآخر في كفرا، وأديا إلى سقوط 3 جرحى إصاباتهم خفيفة. كما سقطت 3 منها في بلدة بريتال.