بعد الاتفاق الذي تم لبيع تطبيق "واتس آب" لشركة "فيسبوك"، أعرب كثير من مستخدمي التطبيق عن مخاوفهم من اختراق الخصوصية، مما دفع بعضهم إلى البحث عن برامج بديلة، عزز ذلك تحذير المفوضية الألمانية لحماية البيانات، إذ نصحت المستخدمين باستبداله ببرامج أخرى أكثر أمنا. ووصل عدد المشتركين الذين يستفيدون من "واتس آب" 450 مليون مستخدم، كما أنه يضيف مليون مستخدم يوميا، وبلغ عدد الرسائل القصيرة التي تُبعث عن طريقه إلى 18 مليار رسالة كل يوم، ويرجع الإقبال على هذه الخدمة؛ لأنها مجانية، وإمكانية الاستفادة منها في جميع أنواع الهواتف الذكية. ثغرات أمنية ورغم انتشار التطبيق، فإنه تعرض لانتقادات متكررة؛ بسبب ثغرات أمنية تم اكتشافها فيه بشكل متكرر. إضافة إلى اطلاع الشركة على البيانات الشخصية للمستخدم، إذ يسهل الوصول إلى أصدقائه ومعارفه. وكانت شركة فيسبوك قد أعلنت الخميس الماضي عن توصلها إلى صيغة لشراء شركة "واتس آب" مقابل 19 مليار دولار، نقدا وعن طريق مبادلة أسهم في صفقة تاريخية، وتسعى أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي من خلال هذا الاتفاق إلى تعزيز شعبيتها، خاصة بين صفوف الشباب. 3 بدائل ويرى خبراء في التقنية أن بيع "واتس آب" لشركة "فيسبوك" التي تعتمد على الإعلانات للرفع من قيمة أرباحها، إضافة إلى نقاط ضعف التطبيق، قد يدفع مستخدميه إلى البحث عن بدائل، ومن بينها تطبيق "ثريما" السويسري، الذي يعمل بنظام التشفير غير المتساوي المعروف باسم "من النهاية إلى النهاية"، وهذا يعني أن الرسائل يمكن أن تقرأ من المرسل والمتلقي فقط، بمعنى أن الرسائل تبقى مٌشفرة حتى يتم فتحها من قبل المتلقي. وهناك أيضا تطبيق جديد قام بعض الطلبة الألمان بتطويره يحمل اسم "وايستل إم"، يقوم هو الآخر بتشفير الرسائل. لكن خبراء قالوا إنه غير محصن أمام الاختراقات. "سايلنت سايركل"، تطبيق ثالث أكثر أمانا يمكن أن يكون بديلا ل"واتس آب"، وهو يوفر حماية للبيانات والرسائل القصيرة وللمكالمات الهاتفية أيضا. انقطاع الخدمة وكانت خدمة "واتس آب" لبث الرسائل عبر الهاتف المحمول قد شهدت أول من أمس، انقطاعا استمر أكثر من ثلاث ساعات، مما أصاب مستخدمي الخدمة بإحباط بعد أيام فقط من الصفقة. وأرسلت الشركة تغريدة لأكثر من مليون من مستخدميها على "تويتر" قالت فيها إن "الخدمة أعيدت. إننا آسفون جدا على هذا الانقطاع"، وكانت قد أعلنت في وقت سابق أنها "تواجه مشكلات في السيرفر"، دون أن تقدم تفاصيل أخرى، وأعلن مؤسس "فيسبوك" مارك زوكبرغ، أنه بصدد البحث عن كيفية تطوير التطبيق لجعله صفقة ناجحة بكل المقاييس. وحذر الخبير في أمن المعلومات عبدالله العلي، من استخدام تطبيق "واتس آب" بسبب مخاوف من تغيير سير خدمة التطبيق، وقال عبر حسابه في "تويتر"، إن "المفوضية الألمانية لحماية البيانات نصحت مستخدميه باستبداله ببرامج أخرى أكثر أمنا بعد انتقاله إلى شركة "فيسبوك". وقال المدير العام لشركة "صاب" للاتصالات طاهر البلوي ل"الوطن"، إن "استحواذ "فيسبوك على "واتس آب" أكبر صفقة شهدها القطاع التقني على الإطلاق، ولا يخفى على الجميع وجود الكثير من الشكوك حول أهداف صفقة لا تحتوي على أي نوع من مصادر الدخل كالإعلانات مثلا". وأضاف أن "البعض يعلم تاريخ شركة "فيسبوك" وتعديها الدائم على خصوصية مستخدميها، إذ عدلت مرات عدة سياسات الاستخدام والخصوصية لتسمح بالامتلاك القانوني لكافة أنواع المحتوى، سواء كان ذلك مكتوبا أو مرئيا، وحتى الرسائل الخاصة المتبادلة بين المستخدمين، كما أنها تتعاون بشكل صريح مع وكالة الأمن القومي الأميركي، وتسمح لها بالولوج إلى أي معلومة موجودة بالشبكة". وأوضح البلوي أن "واتس آب أكبر شبكة لإرسال مقاطع الفيديو والصور على مستوى العالم، وربطها بشبكة فيسبوك سيكون له عوائد تجارية أو أخرى أمنية"، خاصة مع توفر الأسماء الصريحة للمستخدمين وبياناتهم وأرقامهم". وأكد أن "أكبر دليل على إمكانية تحقيق هذه الأهداف هو عدد القضايا المتعلقة بالخصوصية، التي رفعها الاتحاد الأوروبي ضد "فيسبوك"، وهو ما دفع الأوروبيين، خاصة الألمان إلى القيام بحركة هجرة جماعية لبرامج أخرى مشابهة تتوفر بها حماية أمنية أفضل".