تسيطر أجواء من الجدل والانقسام في المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري إزاء إقالة رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، ورفضه لتلك الإقالة، إذ رشحت أنباء عن خلافات في داخل الائتلاف بسبب القرار، وفق ما أبلغ به "الوطن" رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق عضو الائتلاف برهان غليون. وعلق غليون على الموضوع بقوله: "إقالة إدريس تصب الزيت على نار الخلافات بين الائتلاف الوطني"، مضيفا "بدل الاستفادة من الزخم الذي حصلت عليه المعارضة السياسية والمسلحة من تعاونهما في إدارة مفاوضات جنيف بشكل ناجح لتعزيز التلاحم بين السياسيين والمقاتلين، وتوحيد الصف وزيادة التنسيق والتعاون بين الجميع، تحاول بعض الأطراف الضعيفة أن تستغل هذا النجاح لتحسين مواقعها الشخصية داخل مؤسسات الائتلاف. هذا مرض الأنانية الذي هدد المعارضة منذ بداية الثورة ولا يزال يستبد بعدد من رجالاتها ويدفعهم للخطأ والانحراف حتى الآن". إلى ذلك، بدا إدريس في تسجيل مصور بث أمس، محاطا بعدد من القادة الميدانيين، ملوحين بقطع علاقتهم بوزير الدفاع في الحكومة الموقتة، التي عينها الائتلاف الوطني، فيما دعا إدريس إلى إعادة تشكيل المجلس لتوسيع قاعدة جماعات المعارضة المسلحة، وحث ما وصفها بالقوى العسكرية والثورية في الميدان على تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد.
أثار رفض رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس لقرار إقالته بواسطة المجلس العسكري الأعلى ردود أفعال واسعة، حيث تضامن قادة سياسيون وميدانيون مع إدريس، وأعلنوا تأييدهم له ووقوفهم إلى جانبه. وفي تصريحات إلى "الوطن" قال رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق عضو الائتلاف برهان غليون إن إقالة إدريس تصب الزيت على نار الخلافات بين الائتلاف الوطني. وأضاف "بدل الاستفادة من الزخم الذي حصلت عليه المعارضة السياسية والمسلحة من تعاونهما في إدارة مفاوضات جنيف بشكل ناجح لتعزيز التلاحم بين السياسيين والمقاتلين، وتوحيد الصف وزيادة التنسيق والتعاون بين الجميع، تحاول بعض الأطراف الضعيفة أن تستغل هذا النجاح لتحسين مواقعها الشخصية داخل مؤسسات الائتلاف. هذا مرض الأنانية الذي هدد المعارضة منذ بداية الثورة ولا يزال يستبد بالعديد من رجالاتها ويدفعهم إلى الخطأ والانحراف حتى الآن". من جانبه، بدا إدريس في التسجيل المصور الذي رفض فيه قرار إقالته متحدياً، حيث ظهر محاطاً بعددٍ من القادة الميدانيين الذين قالوا إنهم سيقطعون علاقتهم بوزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التي عينها الائتلاف الوطني. كما دعا إدريس إلى إعادة تشكيل المجلس لتوسيع قاعدة جماعات المعارضة المسلحة، وحث ما وصفها بالقوى العسكرية والثورية في الميدان على تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد. وكان قادة يمثلون وحدات بالجيش السوري الحر في مناطق القتال الرئيسية قد نددوا أمس بقرار إقالة إدريس، واتهموا في تسجيل مصور بث على الإنترنت مسؤولين في الائتلاف الوطني بتعميق الانقسامات بين المقاتلين. وقال قائد الجيش السوري الحر في منطقة وسط سورية فاتح حسين في التسجيل المصور إن القادة يعتبرون قرار عزل إدريس باطلاً وغير مشروع، وأضاف "سنواصل القتال تحت قيادته، لأنه ليس من حق أي مجموعة غير موجودة على التراب السوري أن تتخذ قراراً حاسماً لا يمثل وجهات نظر القوات المقاتلة في الميدان". وفي ذات السياق، قال قائد الجبهة الشرقية للجيش السوري الحر محمد العبود في تصريح صحفي إنه يعارض القرار، مشيراً إلى أن قادة الوحدات سيجتمعون مع إدريس في إنطاكيا بتركيا "لمناقشة الخطوات التالية". في المقابل، نفى مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف الوطني منذر أقبيق وجود أي أسباب سياسية وراء إقالة إدريس، مؤكداً أن قرار عزله "اتخذ كي يتولى القيادة شخص يقاتل داخل سورية". وقال "قيادة الجيش الحر تحتاج إلى شخص يقاتل في الميدان، لا شخص بعيد عن العمليات". وكانت مصادر رفضت الكشف عن اسمها قد قالت إن سبب الانتكاسات التي مني بها الجيش الحر هو نقص الإمكانيات، وليس طريقة قيادة إدريس، مستشهداً على سبيل المثال بتمكن معارضين إسلاميين منافسين من انتزاع السيطرة على معبر على حدود تركيا من أيدي الجيش الحر في ديسمبر الماضي، والسيطرة على مستودعات أسلحته، وهو حادث أحرج الائتلاف الوطني ودفع الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى تعليق المساعدة بالمواد غير المميتة.