بتجهيز مختلف يواجه النصر غريمه التقليدي الهلال في المباراة الثالثة التي تجمعهما هذا الموسم، فالأوروجوياني كارينيو بكر في الإعداد لهذه المباراة المهمة، حينما أراح الغالبية العظمى من اللاعبين الأساسيين في مباراة الحزم في كأس خاد الحرمين الشريفين قبل أيام قليلة، وكان كارينيو أراح نجم الفريق محمد نور في مباراة الاتفاق إضافة لمباراة الحزم من أجل ضمان تجهيزه بدنياً ونفسياً بصورة مميزة قبل مباراة هذا المساء، في الجهة المقابلة فإن مدرب الهلال سامي الجابر خاض مباراة القادسية في كأس الملك بجميع لاعبيه الأساسيين، وغاب المصابون فقط، إذا هناك تحضير مختلف كلياً ما بين الناديين لمباراة تعد من الوزن الثقيل حينما يتواجهان للمرة الثالثة وكلاهما له أهداف يبحث بكل قوة عن تحقيقها. "سلاح" الجانب النفسي يعي مدربا الفريقين أهمية العامل النفسي قبل مباراة اليوم، وهذا ما جعل كل طرف يخطط بطريقته من أجل ضمان دخول لاعبيه المباراة بمعنويات مرتفعة، وتركيز كبير من أجل الإطاحة بالمنافس، فالجابر برمج مباراة القادسية من ضمن تحضيراته، واعتمد خلالها على تشكيل وطريقة لعب ربما يمنحها الفرصة أمام النصر لإثبات قدراتها بتحقيق الفوز، وفي النصر كان لكارينيو تحضير بدني ونفسي يخالف الجابر، حينما وضع لاعبيه في أجواء مباراة الهلال ولم يشغلهم بمباراة الحزم، التي حتماً ستستنزف منهم جهداً بدنياً في حال مشاركتهم، بل منح البدلاء فرصة المشاركة للتحضير والاطمئنان لحال البدلاء قبل مباراة الليلة. الثالثة ثابتة أم تأجيل؟ رغم الفارق النقطي بين الفريقين ل9 نقاط، إلا أن هناك حوافز لا يمكن إغفالها لما لها من تأثير كبير على مجرى المباراة، وسيقاتل لاعبو الهلال كثيراً من أجل الحصول عليها حال تحقيقهم للفوز فقط، حينما يبددون أحلام منافسهم بالبحث عن إعلان بطولته للدوري من خلال هذه المباراة، ما يعني بطولتين في شهر من خلال بوابة الند التقليدي، بالإضافة لإيقافهم لسجل الأولويات التي يحققها الفريق "الأصفر" خلال محطات الدوري، وأن يكون الهلال هو الوحيد الذي كسب النصر منذ أكثر من عام، وفي الجهة الآخرى فإن النصر يطمح عكس منافسه من خلال استفادته من نتيجة الفوز أو التعادل، التي سيحقق من خلالها أرقاماً جديدة وفي حضور منافسه اللدود. سرعة الرتم لمصلحة "الأصفر" تعد الحالة البدنية ما بين الفريقين قبل المباراة محفزاً لكارينيو بأن يشدد على لاعبيه تسريع رتم المباراة بقدر المستطاع لأجل احتمالية وقوع منافسهم في "فخ" الإعياء مع منتصف الشوط الثاني تحديداً، بالذات بعد المجهود الكبير الذي قدمه لاعبو الهلال خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها مباراة القادسية حينما بذل لاعبوه جهداً كبيراً جراء الأداء الهجومي وكثرة المساحات في ملعب المباراة. تنظيم الدفاع "قوة" النصر يعتمد النصر على إغلاق مناطقه الدفاعية، وتحديدا في عمق الدفاع إثر وجود عمر هوساوي، ومحمد حسين، وأمامهم ثلاثي في عمق الوسط غالب وشايع وعوض خميس، فهذا الخماسي الذي يوجد خلف الحارس اليقظ عبدالله العنزي، يظل القوة الحقيقية للفريق، وتظل الهفوات نادرة في هذه المنطقة المهمة. الهلال وسرعة مهاجميه تتركز قوة الهلال في المهارة الفردية التي يتمتع بها مهاجموه سواء في ناصر الشمراني، أو ياسر القحطاني، أو في لاعبي الطرف سالم الدوسري، وعبدالعزيز الدوسري، اللذين يجيدان الاختراق بفضل السرعة والمهارة لديهما، ويبقى البرازيلي نيفز أخطر لاعبي الهلال بفضل قيادته للمهاجمين، وإجادته التمرير والتصويب من مسافات مختلفة. عبدالغني صناعة وثغرة ما زال ظهير أيسر النصر حسين عبدالغني، من أهم صناع الأهداف في النصر بفضل إتقانه إرسال الكرات العرضية للمهاجمين إلتون والسهلاوي، أو من خلال الكرات الثابتة التي استفاد منها النصر كثيراً، في مقابل هذا التميز تعد منطقة حسين عبدالغني أيضاً الأكثر خطراً على مرمى الفريق، استفاد المنافسون كثيراً من غياب الرقابة في هذه المنطقة بسهولة التوغل والوصول إلى مناطق الخطر في الدفاع في ظل اندفاع عبدالغني إلى الهجوم، وتم تسجيل غالبية الأهداف في مرمى النصر عن طريق هذه المنطقة. الزوري "يشكل" زيادة يعد ظهير أيسر الهلال عبدالله الزوري، أحد مفاتيح بناء الهجمات في حال إجادة المباغتة في التوقيت المناسب كما يحدث معه في كثير من الهجمات، بأن يشكل اللاعب الزائد على مدافعي المنافس، وغالباً ما يجد نفسه وحيداً دون رقابة على مقربة من منطقة ال18 للفريق المنافس، ورغم مواجهته للغامدي في هذا المساء، إلا أن الزوري لديه قدرة على الوصول لمناطق الهجوم دون رقابة بفضل تحركاته دون كرة ما يجعل الرقابة عليه تظل ضعيفة. محور وحيد "يغري" النصر يظل وجود محور الارتكاز الإكوادوري كاستيلوا، وحيداً في عمق وسط الهلال "مغرياً" لمحمد نور أو يحيى الشهري، بأن يستغلوا المساحة بينه وبين قلبي الدفاع من أجل مواجهة المدافعين ومن ثم العنزي بشكل مباشر، هذا الضغط الذي سيعيشه قلبا الدفاع حتماً سيجبرهما على الوقوع في هفوات فردية ستزيد من الضغط على مرمى شيعان كثيراً، خصوصاً في ظل وجود إلتون أو السهلاوي أو الراهب في هذه المنطقة الخطرة، ولن يشكل الشلهوب حال مشاركته بجانب كاستيلوا قوة دفاعية تحرم المنافس من المرور والضغط على قلبي الدفاع. الشمراني وسرعة الارتداد يشكل ناصر الشمراني خطراً كبيراً على مرمى عبدالله العنزي، حال ما توفرت له المساحة وضعفت الرقابة عليه من الثنائي قلبي الدفاع هوساوي ومحمد حسين، اللذين تجاوزهما الشمراني من تمريرة في عمق الدفاع في المباراة النهائية كأس ولي العهد، ورغم خطورة الشمراني في استغلال المساحات، إلا أن الكرات العرضية سواء العالية أو الأرضية ستنتظر تحركات الشمراني من أجل استغلالها سواء من سالم أو عبدالعزيز الدوسري، بالإضافة للزوري الذي يشكل خطراً مفاجئاً على المنافسين.