بعد المارثون التنافسي ما بين النصر والهلال على صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين ودخول منافسة كأس ولي العهد على هذا الخط بدأ كل طرف يبحث عن تجهيز خاص للمباراة النهائية التي تقام مساء اليوم، سواء في إراحة بعض اللاعبين خلال المباراتين السابقتين في الدوري، أو من خلال التدوير في مشاركة اللاعبين حسب وضعية الفريق المقابل، فمع وجود الندين التقليديين في المباراة النهائية تضاعف الاستعداد لأعلى مستوياته، ويسعى كل طرف أن يخطف اللقب من أمام منافسة لما لذلك من انعكاسات للمباريات الست في الدوري رغم فارق ال 6 نقاط لمصلحة النصر. "النفسي" أهم الأسلحة في مثل هذه المواجهات الجماهيرية يعد التحضير النفسي أهم خطوات الإعداد والتجهيز فكيف سيكون الوضع حال وجود كأس بطولة بينهما؟! لذلك بدأ المعسكران منذ معرفة مواجهتهم على النهائي بأخذ الاحتياطات الفنية والنفسية التي يرون أهميتها لتجهيز لاعبيهم لمواجهة الحسم، فالهلال يعول كثيراً على تمرسه مع هذه البطولة وزيادة الرقم القياسي المسجل باسمه إضافة لبحثه عن بطولة قريبة منه ومن الند التقليدي، ومن بعد يبحث عن المنافسة على بطولة الدوري ومحاولة تقليص فارق ال6 نقاط، وفي الطرف الآخر يرى النصراويون أحقيتهم بالبطولة نظير الاستقرار الفني والإداري، وثقافة الفوز التي لدى لاعبيه، إضافة لوجود كم كبير من لاعبي الخبرة يمكنهم مساعدة زملائهم في حسم المواجهة والعودة لملامسة الذهب الذي طال انتظاره. قوة دفاع النصر استطاع النصر الظهور القوي خلال مباريات الموسم نتيجة المردود القوي الذي يقدمه لاعبو خط الدفاع، خصوصاً قلبي الدفاع محمد حسين وعمر هوساوي ومن خلفهم الحارس عبدالله العنزي، وهذا ما جعل الأخطاء تظل نادرة الحدوث من هذا الثلاثي، وساعد هذا الأمر بقيه خطوط الفريق في أن تؤدي أدوارها بكل تركيز دون قلق أو تخوف من هفوات المناطق الدفاعية كما يحدث مع الفريق في المواسم السابقة، ورغم المساندة الدائمة من قبل ظهيري الجنب عبدالغني والغامدي، إلا أن منطقة عبدالغني تظل الأقل عطاء في الجانب الدفاعي نتيجة استغلالها من قبل المنافسين في مرات عديدة للوصول لمرمى النصر، تميز النصر دفاعياً يقابله سوء تغطيه وتباعد في خط دفاع الهلال، بالذات مع قلبي الدفاع ديجاو والدعيع اللذين يعاب عليهما البطء في ردة الفعل وفي التغطية، وقد يواجهان إحراجات عديدة من قبل وسط النصر الهجومي سواء الشهري أو نور. الحلول الهجومية للهلال تميز النصر دفاعياً يقابله تفوق هجومي لدى الهلال نتيجة المهارة والسرعة التي يتميز بها أكثر لاعبيه في أطراف الملعب سواء في سالم أو العابد، وعلى مقربة منهما يوجد نيفيز ليشكل هذا الثلاثي قوة في خط المقدمة تكون أكثر خطورة بوجود الشمراني، الذي يجيد خلق المساحات له في دفاعات المنافسين، ولديه تميز في التمركز داخل منطقة الجزاء، في المقابل يعتمد النصر كثيراً على الكرات الطويلة بالذات من عبدالغني الذي يعتبر أهم مفاتيح صناعة الأهداف لدى النصر، إضافة للمساندة الهجومية التي يلجأ لها قلب الدفاع الهوساوي، مع بعض الاجتهادات الفردية التي يقوم بها شراحيلي والراهب حال مشاركتهما. الإضافي لمصلحة "العالمي" عطفاً على ما بذله لاعبو الفريقين خلال المرحلة السابقة فإن مدرب الهلال سامي الجابر يعي خطورة التمديد لأشواط إضافية على لاعبيه بعد الجهد البدني الذي بذلوه خصوصاً في آخر مباريات الفريق أمام التعاون الثلاثاء الماضي، وعلى العكس تماماً فإن عملية التدوير التي اعتمدها كارينيو ما بين لاعبيه ربما تكون عاملاً مساعداً للفريق بأن يستفيد من تمديد وقت المباراة كما حدث أمام نادي الشباب في مباراة نصف النهائي. شراحيلي والأدوار المزدوجة وجد كارينيو في شايع شراحيلي حلاً مع الصعوبات التي تواجه الفريق في صناعة اللعب في ملعب المنافسين، وترك لشايع حرية التنقل ما بين الطرف الأيمن والأيسر، إلا إذا كان يبحث عن حل تكتيكي كي يقوم بدورين مزدوجين سواء بالضغط على أحد مفاتيح اللعب في الفريق المقابل إن كان ظهيراً او لاعب وسط في حال فقد النصر الكرة، أو من خلال استخدام مهارته الفردية والتحرك دون كرة التي يجيدها بفضل سرعته كي يقوم بالاختراق من أطراف الفريق المقابل. البرازيلي وخطورة الثابتة وجود لاعب يمتلك موهبة التعامل مع الكرات الثابتة على مقربة من منطقة الجزاء يعتبر حلاً لدى فريق الهلال في حال تفوق دفاع النصر وسيطر على الهجمات الهلالية، لذلك يعتبر نيفيز أهم اللاعبين الهلاليين الذين يجيدون التعامل مع الكرات القريبة بشكل دقيق التي ستجلب الخطورة على مرمى عبدالله العنزي، وهذه المهارة البرازيلية تتنوع حسب موقع الكرة الثابتة فتارة يتم التسديد المباشر داخل المرمى، وفي كرات يتم إرسالها بطريقة تربك حارس المرمى والمدافعين. الزوري عنصر المفاجأة والزيادة يشكل ظهير الهلال الإيسر عبدالله الزوري خطراً على دفاع النصر متى ما نجح في الدخول إلى معلب النصر دون رقابة أو تنبيه من قبل لاعبي الوسط والدفاع في الفريق، خاصة وأنه يجيد التوقيت المناسب ولديه قدرة مميزة في مفاجأة دفاعات الفرق المقابلة حينما يصل إلى المناطق الخطرة جداً دون رقابة، ويشكل إضافة في هذه المنطقة، ولعل بعض اللقطات ما زالت في الذاكرة كما حدث في ركلة الجزاء الهلالية ضد الأهلي حين فاجأ الزوري مدافعي الأهلي ما جعلهم يرتكبون ركلة جزاء ضده حسمت المباراة، لذا سيكون الزوري حلا هجوميا للهلال في ظل الرقابة اللصيقة التي ستفرض على العابد ونيفيز والشمراني.