اندلعت مصادمات بين الشرطة والأكراد في إقليم الجزيرة بجنوب شرق تركيا أمس أثناء احتجاجات لإحياء الذكرى السنوية لاعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. وألقى المحتجون عبوات حارقة ورشقوا الشرطة بالحجارة وردت الشرطة باستخدام مدافع المياه لتفريق الحشد. واعتقل أوجلان في 15 فبراير 1999 أثناء فراره من السفارة اليونانية في نيروبي بعد مطاردة في دول مختلفة على مدار عام تنقل خلاله من سورية إلى روسيا وإيطاليا واليونان وكينيا. وحكم عليه بالإعدام في وقت لاحق من العام بتهمة الخيانة، لكن الحكم خفف إلى السجن مدى الحياة في 2002. وأسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978. وشن الحزب حملة انفصالية ضد الدولة التركية في 1984 قتل فيها 40 ألف شخص غالبيتهم من الأكراد. وتصف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه جماعة إرهابية. ويقضي أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي بجزيرة قبالة إسطنبول. إلى ذلك دفعت الحكومة التركية نوابها للتصويت أمس على مشروع قانون بهدف تشديد قبضتها على القضاة بعد إجراء تعديلات عليه بسبب الانتقادات الكثيرة التي نددت به واعتبرته وسيلة جديدة لخنق فضيحة الفساد التي يتورط فيها. فبعد جلسة صاخبة سادها توتر شديد مع عراك بالأيدي بين نواب متنازعين، وافق البرلمان بدون مفاجأة على مشروع القانون بفضل الغالبية المطلقة التي يحظى بها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الحكومة رجب طيب إردوغان. ويجيز النص بين التدابير الأخرى فتح تحقيقات بشأن أعضاء مجلس القضاء الأعلى، أحد أعلى الهيئات القضائية في البلاد المكلف بتعيين أرفع القضاة. كما يسمح أيضا للوزير بفرض إرادته على مجلس القضاء الأعلى. وهذا التعديل الذي طرح في يناير الماضي في أوج الأزمة الناجمة عن الفضيحة السياسية المالية غير المسبوقة، أثار غضب المعارضة وتحذيرات الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة القلقين من النيل من "استقلال القضاء".