في الوقت الذي طغى فيه الجمود على مسار الجلسة المباشرة بين وفدي النظام السوري والمعارضة لليوم الثاني في مفاوضات "جنيف2"، اتهم رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبدالباسط سيدا، في تصريح إلى "الوطن" أمس، موسكو بتشجيع وفد الأسد على التعنت والتمسك بمطالبه الهادفة لإفشال المؤتمر. إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده في البيت الأبيض أمس مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند: "لا نزال نبحث كل خيار ممكن بشأن سورية، لكننا لا نفكر في حل عسكري في الوقت الراهن"، مضيفا "واشنطن أبلغت روسيا أنه ليس بوسعها القول إنها تشعر بالقلق على السوريين فيما هي تعترض على إجراءات لمساعدة من يتضورون جوعا هناك". بدوره، أكد المتحدث باسم وفد الائتلاف لؤي صافي أن الجولة الحالية ستكون الأخيرة، إذا لم يتم تحقيق تقدم ظل الجمود سمة مميزة لمفاوضات اليوم الثاني على التوالي لمفاوضات جنيف2، دون أن تحقق أي جديد، وهو ما دفع الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى الإعلان أن الجولة كانت شاقة، ولم تحقق تقدماً يذكر. وبدا الإبراهيمي يائساً في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، بعد جلسة مشتركة مع وفدي النظام السوري والمعارضة، حيث قال "ليس لدي الكثير لأقوله باستثناء أن بداية هذا الأسبوع كانت شاقة. نحن لا نحقق تقدماً يذكر، وسنقوم بما في وسعنا لمحاولة الإقلاع بهذا المسار. وعموماً لا يمكننا فرض أجندة للمباحثات على طرفي النزاع، ولكن سنبذل قصارى جهدنا لدعم الحل السياسي". وأضاف "هناك لقاءات مع مسؤولين أميركيين وروس، يوم الجمعة المقبل، وسيكون اجتماعاً تشاورياً". وأرجع محللون إلى أن رغبة الإبراهيمي في لقاء المسؤولين الأميركيين والروس تعني أنه وصل إلى قناعة بأنه لا يمكن تحقيق تقدم في المفاوضات إلا من خلال ممارسة ضغوط على طرفي النزاع، مشيرين إلى أن مسار التفاوض لن يشهد تقدماً قبيل عقد الاجتماع المذكور. بدوره، اتهم رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبدالباسط سيدا، الحكومة الروسية بتعمد إفشال جولة المفاوضات الحالية، عبر الإيحاء لوفد دمشق بمواصلة تعنتها. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "النظام أتى إلى جنيف ولديه هدف واحد، هو إضاعة الوقت دون تحقيق تقدم يذكر، مستنداً في ذلك إلى دعم حليفه الروسي، الذي يشجعه على اتخاذ هذا الموقف. وإذا كانت روسيا تريد حل الأزمة فيمكنها تحقيق ذلك فوراً، لأن نظام الأسد لا يستطيع مخالفة أوامرها. لكنها للأسف تريد إطالة أمد الأزمة عبر إفشال جولة المفاوضات الحالية". وأضاف "مواقف موسكو المعادية للشعب السوري كثيرة وتحدث بصورة متكررة، حتى عندما زار وفد الائتلاف بقيادة رئيسه أحمد الجربا موسكو عقب انتهاء جولة المحادثات الأولى، لم يلمس من المسؤولين الروس أي بوادر مشجعة على رغبتهم في إنهاء الصراع. ولم يسمع منهم ما يفيد رغبتهم في ممارسة ضغوط على نظام الأسد. كذلك عندما أراد المجتمع الدولي إلزام النظام السوري بالأمس على السماح بإدخال مواد الإغاثة للمدنيين المحاصرين، الذين يواجهون خطر الموت جوعاً تدخلت موسكو مجدداً وعارضت صيغة القرار الذي اتفقت عليه غالبية دول مجلس الأمن، إلا أن روسيا عارضته". من جانبه، هدد وفد الائتلاف المعارض بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تحقق تقدماً يذكر، وقال المتحدث باسمه لؤي صافي في مؤتمر صحفي أمس، إن الوفد لن يضيع الوقت بخوض جولة ثالثة من المفاوضات في حال عدم إحراز تقدم في ختام الجولة الحالية. وأضاف "عدم تحقيق تقدم بنهاية هذه الجولة التي ينتظر أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي، يعني فشل المفاوضات". وفي ذات السياق، اتهم عضو الائتلاف أنس العبدة، وفد النظام بالمماطلة فيما يخص بحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالية عبر جر المفاوضات إلى مناقشة ما تصفه دمشق بالإرهاب. وقال "لا مشكلة لدينا في مناقشة وقف العنف". وأضاف "يتعين على روسيا والولايات المتحدة الضغط على النظام السوري كي يقبل بتشكيل سلطة انتقالية بموجب بيان جنيف1".