في موقف معبر عن عمق الأزمة التي يمر بها لبنان نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة، أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان "إننا نسجل إعاقة سياسية في إدارة شؤوننا، والاستحقاقات الدستورية يجب أن تنفذ، لأن المواطن يئن من الجوع والأمن. وقال في تصريحات صحفية أمس "يجب تأليف حكومة على قدر "مال اللبنانيين، متسائلا "هل التمسك بوزير أو بشرط أو بحقيبة أهم من التمسك بلبنان؟" في إشارة نقدية لموقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الذي يريد إبقاء صهره جبران باسيل في وزارة الطاقة، ولفت سليمان إلى "أن التأخير في تأليف الحكومة معيب وتطبيق الاستراتيجية الدفاعية يجعل الجيش القوة الوحيدة المسلحة". ويبدو أن إيقاع تشكيل الحكومة اللبنانية ينتظر ما سيحدث من تطورات في الجانب السوري، حيث أوضحت مصادر مطلعة ل "الوطن" أن حزب الله يحشد مقاتليه استعدادا لحسم معركة "يبرود" وتأثير معارك شمالي دمشق على الحدود مع لبنان لاسيما في منطقة المصنع وصولا إلى بلدة "عرسال" والقرى الواقعة في السلسلة الشرقية. وأشارت إلى أن حسم معركة "يبرود" بالنسبة إلى حزب الله وفقا لسيناريو محدد يرسمه مع جيش النظام السوري يريد من ورائه انتصارا مثلما جرى في القصير، وهو لذلك يحاصر البلدة بواسطة قوات من الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يجعل من "عرسال" قنبلة موقوته خاصة وأن التضييق بدأ يطال معيشة الأهالي وقوتهم اليومي. وأشارت المصادر إلى أن حزب الله ينوي حسم معركة "يبرود" كما يظهر للتأثير على محادثات جنيف 2 الثانية، وتدعيم موقف بشار الأسد في المفاوضات. ولفتت المصادر إلى أن الحجة التي سيبرر بها الحزب هجومه موجودة وهي منع السيارات المفخخة للتكفيريين بدخول الضاحية الجنوبية أو الهرمل أو أي منطقة تخضع لنفوذه بحجة أن هذه السيارات تفخخ حسب اتهاماته في "يبرود" من قبل المعارضة السورية. ومن جانبه، دافع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أمس، عن الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية، رافضا وضع إسرائيل مع سورية في موقع الاعتداء على لبنان. وعن الهبة السعودية للجيش شكر منصور المملكة على "هذه الهبة التي قدمتها للبنان ككل وليس لفريق سياسي". إلى ذلك، تم أمس توقيف نواف حسين من قبل استخبارات الجيش بعد اعتراف عمر الأطرش بأنه شارك بنقل سيارات استخدمت في عمليات التفجير التي حصلت في الضاحية الجنوبية.