استُهدفت بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية بقصف مفاجئ طاول احياءها الداخلية للمرة الاولى وليس مجرد جرودها كما كان يحصل في السابق، وذلك على وقع معارك طاحنة تدور في الجانب السوري بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في منطقة يبرود. وأدى القصف على عرسال الى سقوط 7 ضحايا معظمهم من الاطفال وبينهم 5 إخوة والى اصابة 15 شخصاً بجروح، في وقت حذر رئيس الجمهورية ميشال سليمان من «مغبة التمادي في التورط في تداعيات الازمة السورية ما بات يشكل ثمناً باهظاً يدفعه اللبنانيون من عيشهم المشترك ومن املاكهم وأرزاقهم». وفيما اعلن الجيش اللبناني ان مصدر القصف هو الجانب السوري، اجمعت بلدية عرسال في تصريحات اعلامية على تأكيد ان مصدر القصف هو الغرب وليس الشرق، في اشارة الى ان مصدره الاراضي اللبنانية. وبدأ القصف في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر وتزامن مع توجه الناس الى أداء صلاة الجمعة، فيما كان الاطفال يلهون في الازقة وساحات البلدة، واستهدفت البلدة بعدد من القذائف، ادت الى مقتل الشاب حسن عز الدين (20 سنة) وعمر عبدالمنعم الحجيري (10 سنوات) وخمسة اطفال هم ابناء زاهر الحجيري وأعمارهم تتراوح بين سنتين و11 سنة. وعرف من الجرحى في مستشفى رياق: عبدالله الحجيري. وكذلك نقل عدد من الجرحى الى مستشفى شتورة. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان ان «ما بين الساعة 10,45 والساعة 12,00 من ظهر اليوم (أمس)، تعرضت مناطق سهل رأس بعلبك، الكواخ والبويضة - الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، إلى سقوط 20 صاروخاً وقذيفة مصدرها الجانب السوري. وأدى بعضها إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين في بلدة عرسال، إضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات». وذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) ان اربعة صواريخ سقطت «على سهول منطقة اللبوة وزبود وخراج بلدة الهرمل، واخرى بين بلدتي القاع ورأس بعلبك، مصدرها التلال السورية المشرفة، ولاحقاً سقط صاروخان في سهل العين في محلة البجاجة في البقاع الشمالي وصاروخ آخر في البويضة، وان صاروخاً سقط على حي الشقف في بلدة عرسال في وقت نفذت الطائرات الحربية السورية غارة على محور جوسيه - القاع على الحدود اللبنانية - السورية». ورجحت مصادر امنية في بلدة عرسال ان يكون هدف القصف مسلحين سوريين يستخدمون الجبل داخل سورية بمحاذاة عرسال للتنقل داخل منطقة يبرود، مؤكدة ان احداً من هؤلاء المسلحين لا ينطلق من عرسال ولا يمر بها على عكس ما يروج له في الإعلام، وباستثناء النازحين لا تستقبل عرسال اي مسلح». كما رجحت المصادر ان يكون سبب هذا القصف ان مسلحي المعارضة السورية تمكنوا ليل اول من امس، من السيطرة على مواقع للنظام السوري والمسلحين الذين يساندونه. وطلب الرئيس سليمان في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي من «المسؤولين العسكريين والامنيين اتخاذ كل الوسائل الآيلة الى حماية القرى والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود مع سورية والتي تعرضت اليوم لقصف بالصواريخ سقط بنتيجته ضحايا وجرحى»، معتبراً ان «حماية المناطق اللبنانية وسكانها اولوية حيال اي اعتداء تتعرض له من اي جهة كان»، معزياً بالضحايا الذين سقطوا ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى. ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «القصف الذي استهدف بلدة عرسال وقرى وبلدات لبنانية اخرى من داخل الاراضي السورية، ما اوقع عدداً من الشهداء والجرحى». وقال: «ندين هذا الاعتداء وكل استهداف للاراضي اللبنانية، وطلبنا من قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الاراضي اللبنانية ومنع التعدي عليها». وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اتصالاً هاتفياً بوزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل وتداول معه في مسألة الصواريخ التي تعرضت لها عرسال، مشدداً «على ضرورة التحقيقات في هذه الجريمة المشبوهة». وقال سلام في بيان: «يتواصل مسلسل الإجرام والإرهاب متنقلاً في المناطق والبلدات اللبنانية، وها هي عرسال اليوم بعد الهرمل بالامس تتعرض لهجوم بالصواريخ استهدفت المدنيين والابرياء». واستنكر «الاعتداء المجرم والمشبوه والذي يستهدف ايقاع الفتنة بين اللبنانيين وبات مكشوفاً أمام الرأي العام الذي نرجو ان يساهم الوفاق السياسي في لبنان بتحصينه ضمن شبكة امان تضمن له السلم الاهلي». وأكد ان «هذه الجريمة النكراء الجديدة لا يمكن ان تمر من دون تحديد الفاعلين والجهة التي يرتبطون بها. فالمواطنون الابرياء الذين يدفعون ارواحهم ثمن عبثية هذا الإجرام يطالبون بجلاء الحقيقة ومعاقبة الفاعلين». واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئىس فؤاد السنيورة ان القصف على عرسال يدل الى ان «المطالبة بانسحاب حزب الله من سورية ونشر الجيش والقوات الدولية على الحدود مع سورية شرقاً وشمالاً لم تكن من دون اسباب وجيهة». وطالب في بيان «باجراء تحقيق شفاف وسريع من القوى الامنية لتحديد اماكن انطلاق القصف ومن هم المسؤولين عنه». واتهم «النظام السوري بأنه تعمد اكثر من مرة خرق السيادة اللبنانية والاعتداء على عرسال وغيرها»، معتبراً ان «الشهداء الذين سقطوا انضموا الى باقي شهداء لبنان وسقطوا دفاعاً عن الاستقلال والحرية والسيادة». تسلل الى لبنان وفي السياق، اوقف «جهاز أمن الدولة 5 سوريين كانوا دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة عبر جبل الشيخ وهم: ع.ش، ح.س، م.ز، م.س وأ.م، بمساعدة اللبناني و.غ. وأحيلوا إلى النيابة العامة التمييزية. وأوضحت الوكالة الوطنية ان «الموقوفين الخمسة كشفوا عن شبكة لتهريب الأسلحة من الجنوب إلى البقاع». وأوقف الجيش اللبناني، وفق الوكالة نفسها «4 أشخاص يحملون جوازات بريطانية للاشتباه بهم في منطقة الدلهمية بين المدينة الصناعية وتربل في البقاع الأوسط. والبريطانيون الأربعة هم محمد منهاف، سيّد نزير، خليل باتل ومحمد نورغات ونقلوا الى ثكنة أبلح للتحقيق معهم. وعُلم أنهم دخلوا لبنان خلسة لتقديم المساعدات وهم يمكثون في فندق القادري في زحلة.