تابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال اتصال هاتفي أمس، «تفاصيل الوقائع الميدانية المتعلقة بالاعتداءات التي طاولت المناطق البقاعية ولا سيما منها القريبة من الحدود مع سورية وخصوصاً سرعين والنبي شيت والتعليمات المتعلقة برصد مصادر النيران والرد عليها». وكانت أربعة صواريخ سقطت ليل اول من امس في خراج بلدة سرعين والنبي شيت شرق بعلبك، مصدرها الجانب السوري. وعاشت مدينة الهرمل وبلدة عرسال امس على وقع اشاعات عن حصول خطف، في وقت بدأت القوى الأمنية ملاحقة مشتبه به في جريمة قتل ابن عرسال سائق شاحنة الحجارة علي احمد الحجيري قبل يومين على طريق الهرمل - عرسال. وكانت دورية تابعة لمخابرات الجيش عثرت اول من امس على السيارة التي استعملها المسلحون لارتكاب جريمة قتل الحجيري في منطقة الهرمل، وهي من نوع «كيا ريو» لونها فضي، وتعود ملكيتها الى المشتبه به وهو من الهرمل ويدعى م ن وتسعى المديرية إلى توقيفه وإحالته على القضاء المختص والكشف عن ملابسات الجريمة. واعتبر تعميم اسم المشتبه به اشارة الى ان خلفية الجريمة شخصية وليست سياسية. ونفى آل ناصر الدين معلومات تحدثت عن خطف اثنين من ابنائها في الهرمل. وذكرت في بيان انها «تعزي بكل أسى وحزن آل الحجيري خصوصاً وأهل عرسال عموماً، بوفاة المرحوم علي احمد الحجيري وتستنكر هذا العمل جملة وتفصيلاً وتدين من يلعب بالماء العكر لجعل الفتنة بيننا وبين اهلنا في عرسال، وتؤكد ان العلاقة التاريخية بيننا وبين أهل عرسال لن يمحوها خطأ صادر عن اي فرد او اصحاب الفتنة». واستنكرت العائلة «جريمة القتل الفردية لعلي احمد الحجيري»، مؤكدة «العمل والتعاون الكاملين مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على الجاني وتسليمه الى السلطات القضائية». وأوضحت انه «بالعرف العشائري فإن العشيرة تهدر دمه، لكل من استطاع إليه سبيلاً». وفي هذه الأثناء، تواصل نزوح العائلات السورية من منطقة القصير السورية عبر القلمون - يبرود الى عرسال. ودخل البلدة خلال ليل اول من امس وصباح امس وخلال النهار، مزيد من النازحين الذين افترشوا الطرق ومحيط البلدية وأمام أبواب المحال التجارية. وعبرت البلدية عن عجزها عن التعامل مع هذه الحال. وقال نائب رئيسها احمد الفليطي ان الأمر متروك للنازحين «كي يدبروا امورهم بأنفسهم، منهم من يتوجه بقاعاً ومنهم من يتوجه شمالاً بعدما امتلأت منازل عرسال بالنازحين الى جانب الجرحى». وتواجه عرسال عزلة بسبب انقطاع خطوط الهاتف الأرضي والخلوي عنها، وتتحسب البلدة لاحتمال تعرضها ومحيطها الى انتكاسة امنية كلما انقطع التواصل الهاتفي مع البلدة. الى ذلك، دان نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت «اعتداء النظام السوري على بلدة عرسال»، وشدد على «أهمية أن يقوم الجيش اللبناني بواجبه في حماية الأرض والشعب من أي اعتداء مقبل سواء كان من النظام السوري أم العدو الصهيوني». ورأى الحوت أن لبنان «على حافة هاوية الفتنة الطائفية والمذهبية والمسؤول الوحيد هو «حزب الله». ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا إلى أنَّ «الجيش يجب أن يكون لديه معتد واضح أمامه ليرد عليه»، مُشيراً إلى أنَّ «الخطوة الأولى يجب أن تكون ضبط الحدود مع سورية بالاتجاهين وعندها كل من اعتدى يجب الرد عليه». ورأى في حديث إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أنَّ «على الدولة أن تقدم شكوى إلى جامعة الدول العربيّة بشأن التعدي السوري على لبنان ونقلها عبر ممثل لبنان الدائم في الجامعة لتجنّب الضغط على وزير الخارجية لتشويه موقف رئيس الجمهورية». باريس تدين القصف وتشيد بالجيش دانت باريس امس، «بحزم» عمليات القصف التي استهدفت منطقة عرسال (على الحدود اللبنانية - السورية). وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو انها «تشكل انتهاكاً لسيادة لبنان ووحدة اراضيه». أضاف لاليو ان «كل الاستفزازات والانتهاكات التي تستهدف السلام المدني في لبنان مرفوضة اياً كان مرتكبوها». وأكد «تضامن بلاده مع لبنان». وجدد تأييد فرنسا الكامل للمؤسسات الدستورية اللبنانية بضمانة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما اكد مجدداً دعم بلاده لسياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية والالتزامات التي تضمنها اعلان بعبدا». ونوّه لاليو بدور الجيش اللبناني «الذي يواصل بشجاعة مهمته على الارض للإبقاء على الهدوء والحفاظ على لبنان».