يتردد في أوساط عديدة في الداخل اللبناني أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بدأ يخطط لإيجاد موطئ قدم له في الداخل اللبناني، لاسيما بعد إعلان الحرب عليه في سورية بواسطة كافة أطراف المعارضة السورية، بعد التجاوزات التي ارتكبها هناك، وقيامه باختطاف العديد من الناشطين السياسيين والإعلاميين وإعدامهم فيما بعد، مما دفع الجيش الحر والجبهة الإسلامية والعديد من الألوية المقاتلة إلى إعلان الحرب ضده. كذلك يواجه التنظيم المتطرف مشكلات عديدة في العراق، بعد إحكام القبضة عليه من طرف الجيش الذي حاصره في الفلوجة، وسط توقعات ببدء المعركة الفاصلة ضده في أي وقت. كذلك فإن إعلان تنظيم القاعدة تبرؤه من "داعش" بدعوى "مخالفة التوجيهات وعصيان الأوامر" قد يشكل ضربة قاصمة للتنظيم، ربما حرمته من جهود المتطرفين الذين يدينون بالولاء للقاعدة. وكانت مصادر لبنانية قد أشارت إلى أن مخاوف من ازدياد أعداد الشباب الذاهبين إلى سورية لتنفيذ عمليات انتحاريّة. كما كشفت عن إقامة بعض عناصر "داعش" حاجزاً أمنياً خلال الأسبوع الجاري في مدينة طرابلس، حيث اعتدى عناصره على شيخ طرابلسي يناقض أفكارهم. إضافة إلى ارتكابهم أعمال سطو وسرقة في أنحاء المدينة دون رادع. ويقول الباحث المتخصص في شؤون الحركات الجهادية رضوان مرتضى إن الأجهزة الأمنية السورية هي التي أنشأت تنظيم داعش، وأضاف "المعطيات والدلائل تشير إلى تورط الأجهزة الأمنية السورية في تجنيد شبان يحملون الفكر الجهادي، وكان الهدف في البداية هو إرسالهم إلى العراق، وهو ما حدث بالفعل. لكن عندما بدأت الأزمة السورية توقفت تلك الخطط تلقائياً، وصدرت الأوامر لهؤلاء بالعودة إلى سورية مرة أخرى، حيث عادوا بعد اكتسابهم خبرات قتالية في العراق". ويؤكد مرتضى وجود بعض المقاتلين التابعين للتنظيم المتطرف داخل الأراضي اللبنانية في الوقت الحالي، وأضاف "هؤلاء موجودون ويتنقلون بحرية في منطقة عرسال بشمال لبنان. كما يوجدون في صيدا ويستعملون أسماء مستعارة، بحكم منع هذه التنظيمات في البلد. قبل عامين لم يكن لتنظيم القاعدة أي وجود في لبنان، باستثناء بعض الأفراد الذين يحملون فكره. أما الآن فقد انتقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إضافة إلى تنظيم جبهة النصرة إلى لبنان. وعن السبب في اكتفاء التنظيم بالعمليات الانتحارية وعدم الإعلان عن اسمه بشكل رسمي يقول "لا تملك هذه التنظيمات طريقة أخرى لاستهداف حزب الله إلا العمليات الانتحارية، بالإضافة إلى اعتقادهم أنها وسيلة لشد العصب السني والقوى السنية المتعاطفة معهم، على أساس أن أهل السنة مظلومون في لبنان، لذلك يعملون على محاولة استغلال ذلك، دون الاعتماد على عناصر سورية في العمليات الانتحارية، بل لبنانية وفلسطينية حتى لا يثور اللبنانيون على النازحين السوريين في لبنان. ويختم مرتضى بالإشارة إلى البيان الذي صدر عن إحدى الجماعات المنتمية إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي هاجم فيه الجيش اللبناني، قائلاً "أعلن هذا البيان عن ولادة فرع هذه الجماعة في لبنان، بهدف شق الجهاز الأكثر تماسكاً في الدولة اللبنانية وهو الجيش، خصوصاً بعد توقيفه عددا من الإسلاميين، مما أوغر صدورهم وجعلهم يتصورون أنهم مستهدفون دون غيرهم من المطلوبين.