قال مسؤولون أمنيون أميركيون إن أسلحة خفيفة تتدفق من الولاياتالمتحدة لجماعات معتدلة من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد، وإن الكونجرس وافق على عمليات تمويل على مدى أشهر لإرسال مزيد من شحنات الأسلحة التي يرسل معظمها للمقاتلين، وتضم مجموعة مختلفة من الأسلحة الخفيفة، إضافة إلى بعض الأسلحة الأكثر قوة مثل الصواريخ المضادة للدبابات. وأضاف المسؤولون أن هذه الشحنات لا تشمل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف ويمكنها إسقاط طائرات عسكرية أو مدنية. وأضافوا أن الكونجرس وافق على تمويل تلك الشحنات خلال تصويت في جلسات مغلقة. ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للأسلحة مع الوضع الذي كان سائداً الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الأسلحة الأميركية لمقاتلي المعارضة لفترة بسبب تحفظات بالكونجرس بسبب الخوف من ألا تثبت أنها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، ومن ثم تسقط في يد متشددين إسلاميين. وقال مسؤول أميركي على صلة بالتطورات الجديدة، إن مسؤولي الأمن القومي وأعضاء الكونجرس أصبحوا أكثر ثقة في أن الأسلحة المتجهة إلى جنوب سورية ستصل وستظل في أيدي المعارضين المعتدلين ولن تصل إلى فصائل جهادية متشددة. وأضاف المسؤول - الذي طلب عدم كشف اسمه - أن النواب الأميركيين وافقوا على تمويل الأسلحة من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية. ولم يتضح متى تمت الموافقة على التمويل لكن التمويلات الدفاعية السرية مررت في الكونجرس في أواخر ديسمبر. ويقر مسؤولون أميركيون يؤيدون تقديم أسلحة للمعارضة السورية بأن هذا لم يزد بشكل كبير التوقعات بتحقيق نصر للقوات المناهضة للأسد سواء كانوا من المعتدلين أو المتشددين. وقال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية: "الحرب السورية تقف في مأزق. فالمعارضون ينقصهم التنظيم والأسلحة لإلحاق الهزيمة بالأسد، والنظام ليس لديه القوة البشرية المؤيدة لقمع التمرد. أما حلفاء الجانبين في الخارج فهم مستعدون لتقديم المال والسلاح لإذكاء الموقف المتأزم في المستقبل المنظور". وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن المعارضين "المعتدلين" عززوا مؤخراً مواقعهم في جنوب سورية، حيث طردوا عناصر لها صلة بالقاعدة. إلا أن الفصائل المتشددة لا تزال تهيمن في الشمال والشرق. وقال مسؤول إنه في تطور آخر يصب في صالح الفصائل المعتدلة، بدأت الجماعات الكردية التي كانت تبيع السلاح والمساعدات الأخرى التي تمولها دول مجاورة إلى كل من الفصائل المعتدلة والمتشددة دون تمييز في تقليص دورها في تهريب السلاح. ورفضت متحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على ذلك.