فوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أمس وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن القرار اتخذ بالإجماع في اجتماع لكبار قادة الجيش، مشيرة إلى أن السيسي سيعلن موقفه النهائي خلال ساعات. من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي زياد بهاء الدين إنه قدم استقالته من منصبه أمس، وأضاف في صفحته على فيسبوك، إنه يريد "العودة إلى استئناف نشاطه الحزبي والسياسي والقانوني خارج الحكومة". إلى ذلك، تبدأ محكمة جنايات القاهرة اليوم نظر القضية المعروفة إعلاميا بقضية "اقتحام السجون"، والمتهم فيها 131 شخصا من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين من قيادات جماعة الإخوان المحظورة، على رأسهم المرشد العام محمد بديع، ونائبه محمود عزت "هارب"، وسعد الكتاتني، وعصام العريان، وصفوت حجازي، والدكتور يوسف القرضاوي، وعناصر فلسطينية تنتسب لحركة حماس، والقيادي بحزب الله اللبناني سامي شهاب، وآخرين. وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة. وتشير التحقيقات إلى أن التنظيم الدولي للجماعة أعد منذ فترة طويلة مخططا شاركت في تنفيذه بعض الدول الأجنبية لهدم الدولة ومؤسساتها، حتى تقوم جماعة الإخوان بإعادة تقسيمها على أساس ديني ووضع الترتيبات الإقليمية بالمنطقة بصفة عامة، وترسيخ نظم جديدة تخدم مصالح تلك الدول الأجنبية، خاصة إسرائيل، باقتطاع جزء من أراضي مصر بشبه جزيرة سيناء لتوطين الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة، وأن مرسي وقيادات الإخوان قاموا بإجراء العديد من الاتصالات مع عضو التنظيم الدولي أحمد عبدالعاطي، الذي كان يقيم آنذاك بدولة تركيا، لتنفيذ المخطط من خلال تكوين بؤر تتولى تنفيذ المهام الإرهابية بعد التسلل عبر الأنفاق غير الشرعية بقطاع غزة إلى داخل الأراضي المصرية، وأن المخطط بلغ ذروته باستغلال جماعة الإخوان لمشاعر الغضب الشعبي أثناء أحداث ثورة يناير 2011، إذ قامت العناصر المشاركة في المخطط بالتعدي على المنشآت الشرطية، واقتحام السجون، وتهريب كوادر الإخوان وعناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني، وإخراج المسجونين على ذمة قضايا جنائية، بغية إشاعة الفوضى داخل البلاد، فضلا عن دعم العناصر الأجنبية ببطاقات مصرية مزورة وسيارات ودراجات نارية ومواد بترولية لاستخدامها في إعداد قنابل المولوتوف، فضلا عن تسلل ما يزيد على 800 من العناصر الأجنبية عبر الأنفاق، مستخدمين سيارات دفع رباعي مدججة بالأسلحة النارية الثقيلة ومدافع وقذائف صاروخية. إذ أطلقوها بكثافة على المنشآت الشرطية والحكومية المتاخمة للحدود مع قطاع غزه، وقتلوا العديد من ضباط الشرطة. وانطلقوا وفق تنظيم مسبق في 3 مجموعات إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل والمرج، وأطلقوا الأعيرة النارية والقذائف صوب مبانيها، فتمكنوا من اقتحامها وقتلوا ما يزيد على 50 من أفراد الشرطة والمسجونين، ثم قاموا بتهريب عناصرهم من السجون، إضافة إلى ما يزيد عن 20 ألف سجين جنائي، وخطفوا 3 ضباط شرطة وأحد أمنائها، ونهبوا وخربوا معدات الشرطة وسياراتها وأسلحتها من مخازن تلك السجون، واستولوا على منتجات مصانعها، وثروتها الحيوانية والداجنة، وقد ترتب على تلك الوقائع الإرهابية أضرار تخطت قيمتها مئات الملايين من الجنيهات. في سياق منفصل، بدأت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس رسميا، استعداداتها لإجراء الانتخابات الرئاسية، بعد قرار الرئيس الموقت عدلي منصور بإجرائها قبل الانتخابات البرلمانية. وقال الأمين العام للجنة المستشار حمدان فهمي "تسلمنا المقر المخصص، وستبدأ اللجنة من خلاله الإدارة والإشراف على العملية الانتخابية المرتقبة، وتم بالفعل عقد عدة اجتماعات تحضيرية قبل صدور قرار الرئيس، وخاطبنا وزارة المالية لاتخاذ اللازم نحو تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لمتطلبات إجراء عملية الانتخابات. وأضاف "اللجنة ذات اختصاص قضائي، وتتمتع بالاستقلالية التامة، ولا سلطان عليها فيما تتخذه من قرارات وإجراءات إلا لأحكام الدستور والقانون". ترقية وزير الدفاع إلى "مشير" القاهرة: أ ف ب أعلنت الرئاسة المصرية أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش ورجل مصر القوي منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي، رقي أمس إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش. وقالت الرئاسة إن الرئيس المؤقت عدلي منصور "أصدر قراراً جمهورياً بترقية وزير الدفاع والإنتاج الحربي لرتبة المشير". وقد رقي إلى رتبة مشير عدد قليل من الضباط المصريين، منهم المشير حسين طنطاوي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة بالوكالة في أعقاب الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك مطلع 2011. ويرأس المجلس الأعلى في الوقت الراهن المشير السيسي الذي خلف طنطاوي في وزارة الدفاع عندما أحاله مرسي إلى التقاعد صيف 2012. ويحظى السيسي بقبول كبير وسط كافة شرائح الشعب المصري، عقب دوره الكبير في إنهاء حالة القلق والاضطرابات التي كانت سائدة أثناء حكم مرسي، ولذلك تطالب فئات كبيرة من الشعب بترشيحه لانتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها قريباً، لاسيما وأن الظروف التي تمر بها مصر في هذه الفترة الدقيقة من تاريخها تحتاج إلى رجل دولة بمواصفات خاصة، يستطيع قيادة البلاد والخروج بها إلى بر الأمان. ويمتاز السيسي بالهدوء الشديد، حتى في أصعب المواقف وأكثرها شدة، وهو ما يراه المصريون دليلاً على الثقة بالنفس، وأنه تختبئ خلف هدوئه شخصية ضابط عنيد، خاض من دون أن يهتز مواجهة دامية مع جماعة الإخوان المسلمين، الحركة السياسية التي ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيماً في البلاد.