عد سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري، الوضع في لبنان أنه "في تراجع"، مشدداً على الحاجة إلى حكومة "تحاول إعادة تنظيم الوضع وتقوية مؤسسات الدولة وتحافظ على أمن لبنان واللبنانيين، وبالتالي ينفرج الوضع اقتصادياً". وطالب في تصريحات أمس "بأن تسود الوحدة واللحمة بين كل القوى السياسية، لأن هذه اللحمة تحمي لبنان وتبعد التطرّف عنه"، مؤكداً "أن كلّ ما نراه من تطرّف في شمال لبنان أو في جنوبه لا يطمئن"، واصفاً في هذا الإطار إعلان أبو سياف الأنصاري أن لبنان "أرض جهاد ضد حزب الله"، بالتطوّر "السلبي جداً". ولفت عسيري إلى "أن التطرف هو مستورد من تنظيمات معروفة وقد عانينا منه نحن في المملكة". وعن الاتهامات التي توجّه إلى المملكة بأنها مغذية للمنظمات الإرهابية، أكد "أن هذا المفهوم خاطئ 100% لأن المملكة عانت كثيراً من هذه المنظمات الإرهابية، والتطرّف ليس له أية علاقة بالإسلام والمسلمين، والإسلام براء منه"، لافتاً إلى أن "المملكة استخدمت استراتيجية حضارية لمكافحة الإرهاب والتطرّف وقد نجحت باعتراف العالم". وأكد على دور دار الفتوى في ترسيخ الإسلام المعتدل، وقال: "إن الخطاب الديني مهم، والفكر الضال لا يحارب إلا بفكر نيّر، لذلك نقول إن إضعاف دار الفتوى لن يخدم لبنان، ونحن نعرف من هو المتآمر على أداء دار الفتوى، وحاول أن يؤثر على أدائها الديني والروحي"، وأضاف: "يجب أن يعادل أداء دار الفتوى بأداء بكركي، ويكون أداءً حضارياً سنياً، ونحن نعرف أن أداء دار الفتوى اليوم لم يعد كما كان في السابق". وأضاف عسيري: "دار الفتوى يجب أن تكون صوت الاعتدال السني"، وسأل "أين هي دار الفتوى؟ ومن الذي أفسد هذه الدار بعدما كانت تعد الصوت المعتدل في لبنان؟" وتابع: "إن المفتي جيّد ومؤهل ولكن يجب ألا يكون هناك أي صبغة على مؤسسة دار الفتوى نفسها، ويجب المحافظة على مؤسسات الدولة للحفاظ على الدولة. ونحن نطالب بصوت معتدل لمواجهة التطرف". وعن موضوع الحكومة وارتباط تشكيلها بالتقارب السوري - الإيراني وبنتائج جنيف2، قال عسيري: "لم تنتظر المملكة يوماً أي حوار مع أحد لتبارك خطوات يتخذها اللبنانيون بالتراضي والإجماع ليصلوا إلى حكومة تساعد البلد"، وأضاف: "المملكة منذ اللحظة الأولى تبارك أي إجماع لبناني لتشكيل حكومة لبنانية تحظى بالإجماع وترى أن لا شأن لها في تشكيل الحكومة لا هي ولا إيران ولا أي بلد آخر، بل هو شأن لبناني يتعلق باللبنانيين بالدرجة الأولى، وبالتالي إن المسؤولية تقع على عاتقهم هم فقط". من جهة أخرى، لفت السفير السعودي إلى أن "غيابه عن لبنان يعود إلى الأوضاع الأمنية غير المطمئنة"، نافياً "أن يكون قد تلقى أي تهديد منعه من العودة إلى لبنان". إلى ذلك ، ترك التسجيل الصوتي للمدعو "أبو سياف الأنصاري" الذي أعلن فيه مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرابلس "داعش" والذي ذكرت معلومات لاحقا أن التسجيل لم يبث من طرابلس وإنما من مخيم عين الحلوة في صيدا، تخوفا في الأوساط السياسية اللبنانية لاسيما في طرابلس ومدن وقرى ذات الغالبية السنية، من أن يكون النظام السوري يهدف إلى تطبيق خطة جديدة لتوريط مجموعات من الطائفة في النزاع القائم في سورية، وهذا ما دفع بالرئيس سعد الحريري إلى التحذير من ذلك. وأكد نائب كتلة المستقبل سمير الجسر من طرابلس "أن ليس هناك من مكان لتنظيم داعش المرتبط بمخابرات الرئيس السوري بشار الأسد في طرابلس، داعيا الطرابلسيين إلى "تفويت الفرصة على كل المتآمرين على مدينتهم". فيما حذر سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور من "مؤامرة تهجير الشعب الفلسطيني من مخيمات لبنان، استكمالا لما يجري من تهجير في مخيمات سورية"، مؤكدا أن "وجهتنا واحدة نحو فلسطين وسنبقى داعمين للسلم والاستقرار في لبنان، وإذا قام أي فلسطيني بعمل ما فهذا لا يعني أن الشعب الفلسطيني يتحمل تبعاته"، وقال "موقفنا واضح بأننا لن نتدخل في شؤون أي دولة عربية".