شدد امس، السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري على «حاجة لبنان الى حكومة»، معلناً «ان كل ما نراه من تطرف في شمال لبنان او في جنوبه لا يطمئن». وقال: «إن التطرف مستورد من تنظيمات معروفة وعانينا منه نحن في المملكة العربية السعودية، واعلان «ابو سياف الأنصاري» من طرابلس ان لبنان ارض جهاد ضد «حزب الله»، تطور سلبي جداً». وقال عسيري لإذاعة «صوت لبنان»: «كنا تفاءلنا جداً الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة تحاول اعادة تنظيم الوضع في لبنان وتقوية مؤسسات الدولة وتحافظ على امن لبنان واللبنانيين وبالتالي ينفرج الوضع اقتصادياً، ولكن للأسف نرى ان لبنان في تراجع ونأمل بألا يكون تراجعاً قوياً، ويجب ان تكون هذه التطورات نقطة تحول لمصلحة لبنان». وأوضح ان سبب غيابه عن لبنان «يعود إلى الأوضاع الأمنية غير المطمئنة»، نافياً «ان يكون تلقى اي تهديد منعه من العودة الى لبنان». وأمل ب «أن تسود الوحدة واللحمة بين كل القوى السياسية لأن هذه اللحمة تحمي لبنان وتبعد التطرف عنه». وانتقد عسيري أداء دار الفتوى، مؤكداً «انها يجب ان تكون صوت الاعتدال السني». وسأل: «أين هي دار الفتوى؟ ومن الذي افسد هذه الدار بعدما كانت تعتبر الصوت المعتدل في لبنان؟ إن الخطاب الديني مهم، والفكر الضال لا يحارب الا بفكر نير، لذلك نقول إن اضعاف دار الفتوى لن يخدم لبنان، ونعرف من هو المتآمر على أداء دار الفتوى، وحاول ان يؤثر في أدائها الديني والروحي، ويجب ان يعادل أداء دار الفتوى أداء بكركي، ويكون أداء حضارياً سنياً». وحمّل عسيري «أطرافاً خارجية غير لبنانية مسؤولية ما يجري في دار الفتوى»، وقال: «ان المفتي جيد ومؤهل ولكن يجب الا يكون هناك اي صبغة على مؤسسة دار الفتوى نفسها، ويجب الحفاظ على مؤسسات الدولة للحفاظ على الدولة. ونحن نطالب بصوت معتدل لمواجهة التطرف». وعن الاتهامات التي توجه الى السعودية بأنها مغذية للمنظمات الإرهابية، اكد عسيري «ان هذا المفهوم خاطئ مئة في المئة، المملكة عانت كثيراً من هذه المنظمات الإرهابية، والتطرف ليس له اي علاقة بالإسلام والمسلمين، والإسلام براء منه». وأمل ب «أن تحقق «جنيف 2» بداية حل لسورية، وأن تصبح سورية بلداً حراً ديموقراطياً بقيادة السوريين انفسهم». وعن سبب رفض السعودية مشاركة ايران، لفت عسيري الى ان «ايران ليس لها موقع في سورية وهي بلد غير عربي».