أجمع صناعيون على ضرورة إنشاء مجمعات بترولية وبتروكياوية متكاملة، من أجل التوسع في قطاع الصناعات الأساسية، معتبرين أن العقبة الأساسية أمام الصناعات الأساسية تتمثل في عدم استغلال المواد الخام الرئيسية التي تزخر بها المملكة، داعين إلى تقليل فرص تصديرها في صورة مواد أولية أو أساسية، من خلال إقامة صناعات لاستيعاب الإنتاج من المواد الأولية وتحويلها إلى منتجات نهائية تزيد من القيمة المضافة للاقتصاد السعودي. وفي حديثهم ل"الوطن"، تساءل مختصون عن مصير النتائج والتوصيات التي خرج بها منتدى الصناعات التحولية الذي نظمته الهيئة الملكية بالجبيل مؤخرا، حيث لم تظهر أي نتائج وعمل جاد، مطالبين بوضع حلول مناسبة لتطوير الصناعات التحولية وتفعيلها بالمملكة، حيث إنها ما زالت قليلة جدا في ظل توفر المواد الخام الهائلة التي تحتاج إليها الصناعات التحويلية، إلا أنه لا توجد آلية لتطوير الصناعات التحويلية والاعتماد فقط على الصناعات الأساسية وتصدير المواد الخام للخارج ومن ثم تصديرها كمنتج نهائي إلى أسواق المملكة وبأسعار عالية. وأكد المهندس علي الشعير، خبير ومستشار صناعي، على التوصيات والنتائج التي وصل إليها منتدى الصناعات التحويلية الذي تبنته الهيئة الملكية بالجبيل العام قبل فترة، مشيراً إلى أن المنتدى كان مهماً للغاية ويتوقع له نتائج إيجابية للغاية، مضيفاً: "منذ سنوات نجتمع ونقرر رغبتنا في الاستفادة من المواد الخام التي تنتجها صناعاتنا الأساسية ولكن نبقى في نفس الدائرة ولا نعمل شيئاً، وأرى أن هذا المنتدى وبحجم المشاركة الكبيرة فيه من مختلف دول العالم، يمثل فرصة لا بد من الاستفاده منها والخروج بقرارات وتوصيات حاسمة وهامة ولكن أين هذه التوصيات، حيث ما زالت النتائج خجولة جداً وسنظل نركز على الصناعات الأساسية". من جهته، كشف رئيس مجلس إدارة شركة التطوير المهندس ماجد بن عبدالله، أن الهيئة الملكية اجتهدت كثيرا في تنظيم منتديات للصناعات التحويلية تقام في الجبيل وينبع، وهو ما من شأنه إظهار مدى الرؤية والمهنية الاحترافية لدى المختصين بالهيئة الملكية للخروج بنتائج وتوصيات هامة في مصلحة تنمية الاقتصاد الوطني، حيث دعت ودعمت التوجه للخروج من مأزق الاعتماد على الصناعات الأساسية والتركيز على صناعات جديدة مثل الوسيطة وعدم الاعتماد على الاستثمار الأفقي فقط في قطاع الصناعات الأساسية. وقال عبدالله: "للأسف هناك من يجتمع ويناقش ويخرج بتوصيات، بينما يواجه ذلك سلبية من الجانب الآخر في عملية التنفيذ". أما مدير مؤسسة توباز للخدمات الصناعية بالجبيل منصور الهرمس، فطالب بإعلان المنتديات القادمة لنتائج ومشروعات تم تنفيذها بناء على التوصيات السابقة، والعمل على طرح أفكار جديدة تهم تنوع الصناعات والتكامل الصناعي، وكذلك مناقشة أهمية الصناعات التحويلية والفرص الاستثمارية الواعدة التي تشتمل عليها الصناعات. واعتبر الهرمس أن العقبة الرئيسية للتوسع في قطاع الصناعات الأساسية هي توفر المواد الخام من الغاز وسوائل الغاز الطبيعي، مضيفاً: "وللتغلب على هذه العقبة نجد أن الوقت قد حان لفتح المجال لاستغلال المادة الخام الرئيسية والتي تزخر بها المملكة وهي النفط ويأتي عن طريق توجه القطاع الخاص لإنشاء مجمعات بترولية وبتروكيماوية متكاملة". يذكر أن أبرز المحاور التي تم طرحها في منتدى الصناعات، كانت مناقشة التوجهات المستقبلية لها على الصعيدين المحلي والعالمي، والدور الذي تلعبه في تنويع مصادر الدخل والقاعدة الصناعية، وتبرز أهمية المنتدى من خلال ما تمثله السعودية في مجال الصناعات البتروكيماوية. وكانت الهيئة الملكية قد أكدت أن المنتدى يمثل أهمية كبرى، وذلك لتركيزه على إبراز استراتيجية السعودية الصناعية الطموحة تجاه تطوير قطاع الصناعات التحويلية التي تتبناها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وذلك لترسيخ العلاقات التكاملية بين منتجي المواد الخام الأساسية ومنتجي المواد التحويلية، وتذليل كل الصعوبات والعقبات التي تعتري التلاحم المنشود بين الجانبين سعيا لخلق آفاق أرحب من التكاتف والتعاون المشترك بين القطاعين لتعزيز قوة ومتانة الصناعة الوطنية التي تخطت المحلية إلى العالمية.