تروي 8 سيدات من ذوات الاحتياجات الخاصة قصصا من العزيمة والكفاح والإرادة والتغلب على ظروف إعاقاتهن لزوار مهرجان الزيتون بالجوف من خلال مشاركاتهن بأجنحة مختلفة يعرضن مهاراتهن ويطلبن كسب العيش الحلال، وينافسن على جائزة الأميرة سارة بنت عبدالله، من خلال معرض الأسر المنتجة بالمهرجان. "الوطن" التقت عددا منهن، إذ تقول الهنوف ظاهر، التي تعاني من إعاقة فكرية منذ ولادتها أنها لم تعقها عن ممارسة الحياة وكسر الظروف لازمت والدتها منذ 20 عاماً حتى أتقنت صناعة السدو باحترافية عالية، وبقيت والدتها بالتطريز والأشكال الفنية، تمارس عملها بشكل يومي ولديها كثير من الزبائن وتشارك للمرة الثالثة بمهرجان الزيتون، الهنوف تغزل السدو وتصنع حافظات يدوية للقهوة والشاي والمأكولات، وتصنع حقائب يدوية من السدو والصوف، كما تقوم بعمل مجسمات جمالية. أمل ومها من ذوات الاحتياجات ايضاً لا تختلفان كثيراً فهما مثال آخر بالعزيمة والإصرار من خلال مشاركتهن بأجنحة المشغولات اليدوية يعرضن نجاحهن بعمل المجسمات وصناعة الحقائب وتشكيل الإكسسوارات، وغدير ريم، لم تمنعها الإعاقة من منافسة سيدات الجوف بالطهو وتقديم أشهى المأكولات التي يتسابق عليها زوار المهرجان، حيث يصنعن الجريش والقرصان ويبدعن بتقديم الحلويات. أما مكيدة الرويلي ذات 55 عامًا، فهي تحكي قصة كفاح مختلفة فقدت بصرها في سن السابعة من عمرها، وبالعزيمة والإرادة قهرت ظروف العيش بعد وفاة زوجها لتؤمن حياة أبنائها الخمسة، ولجأت مكيدة لحرفة السدو الذي تعلمت غزله من والدتها ليكون مصدر قوتها وأبنائها، ونجحت بإتقان الحرفة التي درت عليها عائدا اقتصاديا جيدا حتى تمكنت من شراء قطيع من الأغنام. المشرف العام على الجناح المهندس عبدالعزيز الرويلي، أكد أن جائزة الأميرة سارة التي خصصتها هذا العام لذوات الاحتياجات الخاصة حفزت كثيرا منهن للمشاركة والكشف عن مواهبهن المختلفة، وأشار لتوقف كثير من الزوار عند هذه الأجنحة التي حرصت اللجنة أن تكون بمقدمة المعرض والسؤال عن قدراتهن بالصناعات المختلفة وكيفية إجادتهن لحرف يدوية رغم الإعاقات المختلفة، ولفت إلى أن جائزة ذوات الاحتياجات الخاصة على ثلاث مراتب ويكون نصيب الفائزة الأولى 100 ألف ريال، والثانية 40 ألف ريال، والثالثة 20 ألف ريال، ويشترط للمشاركة فيها أن تكون المُشارِكة سعودية الجنسية ومن أهالي منطقة الجوف وتقيم بها، وأن يكون لدى المُشارِكة إثبات من إحدى الجهات ذات العلاقة بذوات الاحتياجات الخاصة، وأن يكون العمل من تنفيذ المُشارِكة نفسها، متميزاً وذا جودة، وإخراجه متقناً.