في 3 دقائق أو أقل، اختبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، جدية المجتمعين في "جنيف2" حينما عرض على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاستجابة لطلب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، تعيين مفاوضين للشروع في عملية نقل السلطة من نظام الأسد. ويبدو أن "السكوت" الذي بدا على مون، جاء إشارة إلى بداية عرجاء وعجز بات واضحا من المجتمع الدولي. ورسمت الرياض خارطة طريق من 4 محاور من أجل إخراج الأزمة السورية من نفقها المظلم، بحسب تعبير الفيصل، وتتمثل ب"سحب العناصر الأجنبية من الأرض، وفي مقدمتها الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله"، و"وقف القتال وفك الحصار، بما في ذلك القصفان المدفعي والجوي اللذان يشنهما الأسد ضد شعبه"، و"إيجاد مناطق وممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية"، و"إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين بسجون النظام". وفيما استخدم المعلم مصطلح "الإرهاب" 16 مرة في كلمته، دعا الجربا وفد النظام إلى التوقيع على وثيقة "جنيف1"؛ من أجل نقل الصلاحيات إلى حكومة انتقالية. وبدا التباين الأميركي الروسي واضحا، من خلال تأكيد وزير خارجية الأولى جون كيري على أهمية ألا يكون هناك دور للأسد في مستقبل سورية، وتأكيد نظيره سيرجي لافروف على أهمية احترام السيادة السورية. "الفيصل" يخاطب الجربا ب "فخامة الرئيس" في 3 دقائق، سبقت خطاب "عميد دبلوماسيي العالم"، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في أعمال افتتاح مؤتمر جنيف 2 في مونترو السويسرية، اختبر جدية المجتمع الدولي ووضعها على المحك، حين طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ردا حول إمكانية البت في تعيين مفاوضين دوليين كوسطاء بين أطراف النزاع "السوري – السوري". الفيصل كرر التساؤل بقوله "هل من الممكن أن نركز على ما قاله السيد أحمد الحربا، ويبت في تعيين المفاوضين، ونسير في هذا الطريق؟ لا أسمع ردا فهل هذا معناه أن أتلو خطابي؟ حسنا. وأتبع ذلك بكلمته التي استمرت مدة 8 دقائق، عبر فيها عن رأي المملكة، المبني على عدم التخلي عن الشعب السوري، ومساندته في الحصول على حقه في الحرية والعيش الكريم، مسبوقا بوقف حمام الدم، الذي تشهده سورية منذ 3 أعوام مضت. وقبل تلاوة كلمته أمام مؤتمر جنيف الذي انطلقت أعماله أمس في مدينة مونترو السويسرية؛ خاطب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، وقوى الثورة والمعارضة السورية بقوله، "فخامة الرئيس"، في إشارة ضمنية إلى وضع الجربا على رأس القيادة في سورية، لا سيما أنه يتبوأ موقع رئاسة الائتلاف، الذي يعترف به ثلثي العالم، كممثل وحيد وشرعي للشعب السوري. الفيصل، بعد أن ألقى التحية لرئيس الاتحاد السويسري، والأمين العام للأمم المتحدة، وحضور مؤتمر جنيف، تمنى أن يؤخذ كلام الرئيس أحمد الجربا على محمل "الجد". ومضى يقول "عرض الجربا التزامه بالأسس والمبادئ التي نصت عليها إعلان "جنيف 1"، وتبناه قرار مجلس الأمن رقم 118. وجزم الفيصل بأن أكثر ما نحتاج إليه في الوقت الراهن هو ما طلبه بإيجاد المفاوض المقابل الذي يرضى بالدخول في المفاوضات حول هذا القرار. ووجه وزير الخارجية خطابه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا "لو تم البت في هذا الأمر لأغنانا عن سماع كثير من هذه المداولات، التي سوف تكرر نفس المعاني من الدول المشاركة، إذ إنها قدمت إلى هنا بأجمعها على أساس الدعوة التي وجهت منكم".