جاء وزير خارجية دمشق، وبحضور أكثر من 45 دولة، على ذكر مصطلح "الإرهاب"، في كلمة بلاده بافتتاح مؤتمر جنيف 2 أمس، 16 مرة، تنوع توظيفها في الاستخدام، تارةً للهجوم على بعض الدول المناصرة للشعب السوري، وتارة أخرى لتبرير ما تشهده سورية على يد قوات نظام الأسد. الهجوم بمصطلح "الإرهاب" كان السلاح والتكتيك الأبرز في لغة خطاب المعلم، فلا دولة سلمت من نقده اللاذع، فيما استهزأ بما يجري في بعض الدول في الوقت الراهن، وطالت رسائله تلك "اللاذعة"، من مدت يدها لمساعدة الشعب المنتفض على نظام الحكم الحالي في سورية. المعلم الذي أشار بإصبعه صوب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وخاطبه ب"سيد كيري" يبدو أنه نفذ استراتيجية بشار الأسد، الرامية إلى محاولة حرف المؤتمر الذي من المفترض أن يتمخض عن عملية انتقال للسلطة في دمشق من يد الأسد إلى هيئةٍ ستخلفه، إضافة إلى محاولته إضاعة الوقت على الآخرين، في عمليةٍ لشراء الوقت، أو إضاعته. وتقضي استراتيجية نظام دمشق، بتصوير أن ما تشهده سورية، ليس أكثر من إرهاب، وليس ثورةً من قبل شعب يحلم بالحرية والخلاص من نظام "دكتاتوري"، جثم على صدورهم أكثر من 4 عقود مضت، في سنوات حكم بدأها الأسد الأب، وصارت بيد الابن، الذي لا يعي من نظم إدارة الشعوب إلا "لغة السلاح".