كشفت أطراف في المعارضة السورية، عن إمداد وعتاد عسكري، تلقاه النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية من روسيا، عبر طائرة عسكرية حطت في مطار "خلخلة" بمحافظة السويداء جنوب سورية. وعدّ الناطق باسم المعارضة في أوروبا بسام جعارة، الإمدادَ الروسي لنظام الرئيس بشار الأسد نابعا من يقين موسكو بتمكن القوى العسكرية المُناهضة للنظام، من قطع طرق الإمداد عن قوات الأسد، وهو ما قاد إلى ضرورة تقديم الدعم العسكري للنظام لمواجهة تطور العمليات الميدانية التي يقودها الثوار، ممثلين بالجيش السوري الحر. وعدّ جعارة الذي تحدث أمس ل"الوطن" عبر الهاتف من العاصمة البريطانية لندن هذا التوجه الروسي من ناحية دعم قوات الأسد، ما هو إلا تكريس للتطرف، وإثبات آخر أن روسيا ليست جزءا من الحل، بل جزء من المشكلة. وجاء حديث جعارة ردا على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، بأن "المتطرفين" يُسيطرون على المعارضة، ويعرقلون الحوار مع نظام الأسد. واستبق لافروف لقاء نظيره الأميركي جون كيري في برلين أمس، بالقول: إن من يصفهم ب"المتطرفين" تغلبوا على المعارضة، في إشارة ربما من الوزير الروسي لتصريحات أطلقها أول من أمس قائد أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، برفضه التحاور ما دام بشار الأسد في سدة حكم سورية. وفي الاجتماع المزمع أن يجمع على طاولته وزيري خارجية موسكووواشنطن، من المفترض أن تتغير سياسة البحث عن حل للتناحر في سورية، يتمحور حول تغليب الحوار والتفاوض؛ من أجل حل سلمي لأزمة أوشكت أن تدخل شهرها الرابع والعشرين، في أول دخول لكيري على خط الأزمة السورية، الذي يتسم ويعول في الغالب على التفاوض، ويُغلبها على لغة السلاح. وبالعودة لحديث جعارة، فقد رأى أن المواقف الروسية المتتالية المساندة للنظام السوري "القمعي"، ستخلف في نهاية الأمر ملايين المتطرفين من أبناء الشعب السوري، ومن يتعاطف معهم في قضيتهم العادلة، وقال: "لو كانت روسيا حريصة على الشعب السوري كما تصور للرأي العام العالمي لمنعت الأسد من اللجوء لصواريخ "سكود" لسفك دماء الشعب السوري، أو بمعنى أدق، لما وقفت بوجه استصدار إدانة من مجلس الأمن بحق النظام السوري الوحشي على أقل تقدير، الذي لم يدخر جهدا ولا سلاحا في مواجهة الشعب الذي بات يصارع من أجل البقاء". ووجه جعارة انتقادات لاذعة لسياسات موسكو في التعاطي مع الأزمة السورية، وقال: "التطرف يكمن فيمن يرى استحالة قيام حكومة سُنية في سورية، هذا هو التطرف بكل أشكاله الطائفية المقيتة، روسيا بنهاية المطاف هي من تصنع التطرف، وتُشارك في قتل الشعب السوري الأعزل، نحن نقول: لو كانت موسكو حريصةً على المنطقة لما منعت اللجوء لمحاكمة بشار الأسد". وعن التحول في موقف الائتلاف الوطني من المشاركة في اجتماع أصدقاء الشعب السوري المزمع أن تشهده روما غدا، بعد رفضه المشاركة الجمعة الماضي ردا على لجوء الأسد للصواريخ الباليستية، قال جعارة: إن التحول لم يأت بناء على ضغوط أميركية كما يتصور البعض، بل انبثق عن رغبة أميركية لمساعدة الشعب السوري. لكنه طالب في ذات الوقت بضمانات ملموسة من قبل واشنطن للمعارضة. يأتي ذلك في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية للعاصمة الروسية موسكو، وأبدى استعداد نظامه للتحاور مع أطراف المعارضة، بمن فيهم من وصفهم ب"حاملي السلاح"، أو "المعارضة المسلحة"، في خطوة يراها مراقبون لا تتجاوز كونها "مناورة" جديدة من قبل نظام اعتاد على شراء الوقت والمماطلة. وسعى لافروف في اجتماعه مع كيري أمس، على أن تطلب واشنطن من المعارضة السورية إجراء محادثات مباشرة مع دمشق. وقال على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة بالتخلي عن مطالب بضرورة ترك الأسد للسلطة قبل بدء المحادثات. وأضاف "لاحظنا وجود فهم متزايد للحاجة للتأثير سواء على الحكومة أو على المعارضة أولا قبل كل شيء، حتى لا يصدر منها طلبات غير واقعية كشروط لبدء الحوار".