قطع مصمم الأزياء المعروف المهندس أحمد البدوي المسافات ليس مسافراً معتاداً ولكنه تنقل بفكر مصمم أزياء الهوت كوتيور لكل دولة، من مصر إلى السعودية و دول الخليج ثم إلى أوروبا، يحاول دائماً أن يناغم مجتمعها بما لا يعارض قيمه وعروبته. تحدث إلى "الوطن" عن تجاربه المتعددة قائلاً: لا يمكن الاعتقاد أن تصميم الأزياء الراقية يمكن فصله عن تعاريج وصفات المجتمع، حيث إن المجتمعات النسائية في كل مدينة تتفق على أفكار متقاربة وخطوط جمالية واحدة، حتى وإن كانت المدن داخل دولة واحدة لن يتهيأ المصمم لاحتلال القمة في مجتمع ما إلا إذا أمعن النظر في عادات وتوجهات وأذواق هذا المجتمع. وأوضح البدوي أن الفتيات في الشرق الأوسط يختلفن عن مثيلاتهن في أوروبا كثيراً، فالعربيات يعشقن الفخامة والرقى المعتمد على تفاصيل فنيه تؤكد قيمة وندرة القطعة مع الاهتمام بالحياء والأنوثة، وفي منطقة الخليج بصفة خاصة يزداد الاهتمام بنوع الخامات المستخدمة ومصادر إنتاجها وطريقة إلهامها. ويبدأ أحمد البدوي الخطوط الأولى لأكثر تصاميمه في وسط طبيعة خلابة وطيور نادرة يقتنيها وتعيش حوله في جزيرة خاصة بقلب القاهرة حيث يقول عنها: النيل ملهمي فأنا أعيش وأرسم في وسط النيل في جزيرة القرصايه وسط النيل بها أندر الطيور الجميلة كما أن مرسمي ومصنعي لا يمكن الوصول إليهما إلا بركوب الماء وكل هذه المناظر الخلابة تلهم قلب كل فنان. وأضاف: تحرص العروس بصورة واضحة في كل من الكويت وقطر على فستان الزفاف الضيق والذيل الطويل والطرحة الفاخرة رغم ما يحتاج إليه هذا الطابع من تقنية عالية في التنفيذ لتسهيل الحركة والجلوس به، وفي الإمارات هناك الكثيرات يطلبن فستان العرس المنفوش جداً، أما الذيل فقد يصل إلى عشرة أمتار أو أكثر، وفي القاهرة لاحظت التركيز على الموديلات التي تصلح للحفلات المختلطة بين الرجال والنساء مما يقلل من فرص الإبداع في تقنيات الصناعة، أما في أوروبا وفي العواصم خاصة فلا فستان تقريبا فمعظم القطع مختصرة جدا ولا يوجد فيها مفهوم البراءة المعتاد في بلادنا للعروس العربية. واعتاد البدوي على التعامل مع العائلات في منطقة الخليج بعد التعايش الدقيق مع فكر عملائه يصل لحلم العروس ووالديها من خلال خطوطه التي لا يميل للبساطة أبدا فيها, مشيراً إلى أن التعقيد يكون رائعا عندما ينفذ بإتقان، ويرى أن للمجتمع السعودي بصفة خاصة مصممي أزياء يعرفون فكر وروح هذا المجتمع، عادةً ما يسطع نجمهم. يذكر أن باريس منحت أول إقامة خاصة لعربي بمنطقة الخليج للمصمم أحمد البدوي تسمى "المبدع المنافس" " compétences et talents" بتوقيع القنصل العام لفرنسا بجدة كريستيان نخلة وذلك دعوة له ليضع بصمة فنية وخطا خاصا به في باريس.