في الوقت الذي شكا فيه مواطنون ومواطنات من تزايد العمليات القيصرية للسيدات أثناء الولادة، قال استشاري أمراض نساء وولادة ورئيس وحدة طب وجراحة الأورام النسائية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز المشرف على كرسي الدكتور عبدالله حسين باسلامة للأورام النسائية الدكتور خالد حسين ولي سيت: إن الخوف من المحاسبة القانونية عند حدوث أي أخطاء أو حدوث مضاعفات للجنين عند الولادة الطبيعية زاد من نسبة القيصرية في العالم، حيث ارتفعت نسبة العمليات القيصرية عالميا إلى 12% وقد تصل النسبة في بعض البلدان إلى 30- 35%. وأشار إلى أن بعض الأبحاث في المملكة أثبتت نفس الازدياد العالمي وقد تطور الطب بشكل كبير في السنوات الماضية وأصبح استخدام إبرة الظهر والبنج النصفي أثناء الولادة منتشرا في معظم المستشفيات في المملكة، الأمر الذي يجنب السيدات طلبهن للعمليات القيصرية بسبب الألم وبالنسبة لانتشار العمليات القيصرية فهذا الانتشار على مستوى العالم وليس خاصا بالمملكة فقط. وبين أن المرأة الحامل عادة ما تضع بواسطة الولادة الطبيعية إذا لم يكن هناك أي سبب للعمليات القيصرية، مضيفا أنه من الأخطاء الشائعة التسرع بإجراء العمليات القيصرية بناء على طلب المريضة وهذا الشيء يحتاج إلى مناقشة بين الطبيب والمريضة عدة مرات، وذكر أنه أحيانا ما تتم توسعة أثناء الولادة الطبيعية بناء على طلب المريضة وهي لا تحتاج إلى توسعة وهذا اعتقاد خاطئ منها، حيث تعتقد أن التوسعة تساعدها على تجنب عملية التجميل مستقبلاً والتي تجب بسبب ترهل المهبل، والأمر الذي يجب أن تعيه المرأة الحامل أن عمل خياطة التوسعة لا بد وأن تتركه لقرار الطبيب. وأكد على أنه لا يوجد من الناحية العلمية عدد أقصى لمرات الحمل أو تحمل الرحم للحمل والولادة ولكن من المعروف طبياً أن تكرار الحمل والإنجاب قد يزيد من مضاعفات زيادة نسبة ارتفاع الضغط والسكر والوضع المضطرب للمشيمة وخطر النزيف بعد الولادة، مشيرا إلى أنه معروف طبياً أن الحمل بعد سن 35 قد يحدث مضاعفات على الأم والجنين لذلك تحتاج السيدة إذا حملت بعد سن 35 إلى متابعة من قبل مراكز متخصصة للحمل، فالحمل المتكرر الذي يحدث سنوياً يسبب إجهادا جسديا ونفسيا على المرأة وإن كان لا يظهر في بداية حياتها، ولكن سيؤثر ذلك سلبياً على صحتها في المستقبل، لذلك تحتاج المرأة إلى أن ترجع إلى طبيعتها بعد كل فترة حمل وأقل شيء تحتاجه هو فترة سنتين لاستكمال إرضاع طفلها ورجوع حالة جسمها إلى وضعه الطبيعي، كما أن الحمل السنوي ينعكس انعكاسا سلبيا على تربية الأبناء. ووصف سيدات ل"الوطن" بعض حالات الولادة القيصرية بأنها تأتي نتيجة تعجل من قبل الأطباء دون معرفة المرأة بالأسباب التي تدعوهم إلى ذلك. وقالت المواطنة فاطمة العتيبي إنها فوجئت بالطبيب يقرر إدخالها غرفة العمليات من دون أن تشعر هي بالحاجة إلى إجراء عملية قيصرية، فرفضت قرار الطبيب، وبعد ساعة حدثت لها الولادة طبيعية.