حصدت 5 شخصيات من 3 قارات حول العالم، جوائز الملك فيصل العالمية في دورتها ال36. وفي حفل شهد حضور العديد من الشخصيات الهامة داخليا وخارجيا، أعلن في الرياض عن أسماء الفائزين بهذه الدورة. وقبيل الإعلان عن النتائج، ارتجل وزير التربية والتعليم مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة الجائزة الأمير خالد الفيصل كلمة رحب في بدايتها بالحضور، وشدد خلال الكلمة على ما تعيشه المملكة من نعم في ظل قيادة رشيدة تسابق المواطن على تحقيق طلباته قبل أن يطلبها. وعرج خالد الفيصل على ما تشهده المنطقة العربية من حراك قوامه التجييش والتدمير، مبديا أسفه على الحال الذي وصلت إليه المنطقة. وقال بعد تنويهه بنعمة الأمن والاستقرار الذي تعيشه المملكة "نرى منطقتنا العربية للأسف وهي تشتعل بنار الفتنة ويشتد بها الحراك.. حراك القتل والتجييش والتدمير بمقابل ما يحدث بهذا الوطن العزيز من حراك فكري ثقافي علمي يتوهج بين مواطنين"، مؤكدا على أهمية مقابلة النعم بالشكر العملي وليس بالقول فقط. وأضاف "فنحن قد عاهدنا الله سبحانه وتعالى أن نكون في خدمة شعبنا أولا ثم أن نكون في خدمة كل شعوب العرب والمسلمين". ويأتي ذلك، فيما أعلن أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، عن أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذه الدورة. وقد حصد النيجيري الشيخ الدكتور أحمد أبو بكر ليمو على جائزة خدمة الإسلام، وذهبت المبررات إلى أن ليمو يتمتع بشخصية علمية رصينة مع التمسك الأصيل بالإسلام وانفتاح فكري واعتدال ووسطية، وله جهود تعليمية ودعوية كبيرة تمثلت في إلقاء المحاضرات والدورات والدروس، وقد ألف عددا من الكتب والمراجع المدرسية، كما أسس عددا من الجمعيات والأوقاف مثل جمعية الوقف الإسلامي، وله دور بارز في دعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل، كما أسس معهد الدعوة الإسلامية لمحاربة التطرف، وغيرها من الأعمال. وفي فرع الدراسات الإسلامية قررت اللجنة منح الجائزة لعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، في موضوع "التراث الحضاري لمكة المكرمة"، وقد منح الجائزة نظراً لجهوده العلمية المتنوعة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله خاصة بكتابه باب السلام، واتسم عمله بالموضوعية العلمية مع تنوع مصادرة الأصيلة. كما قررت اللجنة منح الجائزة في مجال اللغة العربية والآداب للخبير الثقافي بالديوان الأميري بدولة قطر الدكتور العراقي عبدالله إبراهيم البوصباح، في موضوع "الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة"، وقد منح الجائزة تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة، فقد درس الرواية في عدد من مؤلفاته، وكانت تحليلاته موفقة إلى حد بعيد وقائمة على قدر من الإقناع. وفي مجال الطب قررت اللجنة منح الجائزة في موضوع " التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة" لمدير معهد لي الصيني كاشنج البرفيسور يوك منج دنس لو، وجاءت مبررات اختياره، بأن له دورا بارزا في مجال التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة، إذ استطاع في عام 1989 أن يتعرف على جنس الجنين بفحص حامض "د ن ا"، وحامل "ر ن ا" في دم الأم، وقد استخدم في أبحاثه أحدث التقنيات مع طرق إبداعية أدت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخلي، وله الفضل في استبدال التشخيص التدخلي، وما صحبه من مضاعفات على الأم. أما في مجال العلوم، فقد قررت اللجنة منح الجائزة لمدير معهد ماكس بلانك للرياضيات الألماني البروفيسور جيرد فولتينجز في موضوع "الرياضيات"، وقد منح لعدة مبررات منها، أنه يعرف بإسهاماته الرائدة في مجال الهندسة الجبرية ونظرية الأعداد، وتجمع أعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية، بالإضافة إلى أنه قدم أدوات وتقنيات مذهلة وجديدة تستخدم باستمرار في الرياضيات الحديثة، كما أنه قدم أفكاراً هندسية وتقنيات جديدة في نظرية ديوفانتاين للتقريب. كلمة رئيس هيئة الجائزة باسم مؤسسة الملك فيصل الخيرية وهيئة جائزة الملك فيصل العالمية، أرحب بكم جميعا، وأشكر لكم هذا الحضور بهذا المساء الجميل، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه خير الدنيا والآخرة، وأن ينعم علينا جل وعلا بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم؛ حتى نتفرغ جميعا لخدمة أوطاننا وشعوبنا؛ لنرقى إلى طموحات القيادة وتطلعات المواطن.. ونحن في هذا البلد العظيم مَنّ الله سبحانه وتعالى علينا أولا بنعمة الإسلام، ثم بنعمة القيادة الرشيدة التي تسابق المواطن على تحقيق طلباته قبل طلبها، ونعمة الأمن والاستقرار حيث نرى منطقتنا العربية للأسف وهي تشتعل بنار الفتنة ويشتد بها الحراك.. حراك القتل والتجييش والتدمير بمقابل ما يحدث بهذا الوطن العزيز من حراك فكري ثقافي علمي يتوهج بين مواطنين. أيها الإخوة، ما هذه الجائزة ولا هذه المؤسسة إلا نتاج هذا الفكر وهذا الأمن وهذا الاستقرار الذي تنعم به هذه البلاد شعبا وحكومة وقيادة، فالحمد لله رب العالمين.. ولعلنا نقابل هذه النعم بالشكر والشكر بالعمل وليس بالقول فقط، فنحن قد عاهدنا الله سبحانه وتعالى أن نكون في خدمة شعبنا أولا، ثم أن نكون في خدمة كل شعوب العرب والمسلمين.. ونرجو من وراء هذه الأعمال الكبيرة الثقافية والعلمية والحضارية التي تتسابق يوميا بكل منطقة من مناطق المملكة، نسجل اعترافا لله سبحانه وتعالى بالشكر والتقدير، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا دائما أن نكون عند حسن ظن قادتنا وشعوبنا.