بعد غيبوبة تامة استمرت 8 سنوات إثر سكتة دماغية، أعلن في مركز شيبا الطبي في تل هشومير عن وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون عن 86 عاما. وباستثناء انسحابه الأحادي من قطاع غزة فإن شارون بالنسبة للفلسطينيين كان من نفذ اجتياح لبنان في عام 1982 للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، والعقل المدبر لمجزرة صبرا وشاتيلا، والأب الروحي للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وقاتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.وفي ذروة مجده رئيسا لوزراء إسرائيل أصيب شارون بسكتة دماغية في الرابع من يناير 2006 حيث نقل إلى المستشفى ومنذ ذلك الحين تم الإعلان عن أنه في غيبوبة تامة.وقد تم مؤخرا الإعلان عن تدهور حاد في الحالة الصحية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وأن أيامه معدودة. وقد انتقل نجلاه عومري وجلعاد إلى جواره منذ الأول من يناير الجاري بعد أن أكد الأطباء الإسرائيليون أن حالته ميئوس منها وأن وفاته هي مسألة ساعات. وينتظر أن يشارك قادة دوليون في تشييع الجثمان حيث سيتم تنفيذ وصية شارون بدفنه إلى جانب زوجته ليلي في مزرعته في النقب. وبعد أن انضم إلى العصابات الصهيونية منذ عام 1948، فإن شارون لعب دورا قياديا في حرب 1967 التي تم خلالها احتلال الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وقطاع غزة وأجزاء من الأردن وسورية ومصر ولبنان، إضافة إلى دوره في حرب 1973 التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل. ودفع ذلك إلى إطلاق لقب "ملك إسرائيل" على شارون. وفي عام 1982 لدى توليه وزارة الدفاع الإسرائيلية فقد أعد ونفذ خطة غزو لبنان ولكن تم طرده من منصبه في 1983 بعد كشف دوره في مجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولكنه عاد مجددا إلى السياسة في 1990 كوزير للبناء والإسكان، حيث مارس النشاط الذي أحبه في استيطان الأراضي الفلسطينية وبخاصة منطقة القدس، ما حدا بالإسرائيليين إلى وصفه بأنه "أبوالحركة الاستيطانية" في حين وصفه الفلسطينيون ب"البلدوزر". وتولى منصب وزير الخارجية في إسرائيل عام 1998 وتسبب اقتحامه للمسجد الأقصى المبارك في سبتمبر 2000 إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في الأراضي الفلسطينية. وتم انتخابه رئيسا للوزراء في إسرائيل في 2001 حيث شرع بإقامة جدار الفصل العنصري على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وأقام حزب (كاديما) الذي ضم قادة من حزب (الليكود) و(العمل) وأحزاب إسرائيلية أخرى لينفذ الانفصال الإسرائيلي الأحادي عن قطاع غزة في 2005. ولم يخف قياديون فلسطينيون أمس ارتياحهم لوفاة شارون، وأعرب البعض منهم عن الأسف لعدم التمكن من محاكمته قبل موته، في حين تساءل البعض الآخر عن إمكانية القيام بذلك حتى بعد موته.