اكتست المناطق البرية في محافظة القنفذة عقب الأمطار التي هطلت على المحافظة مؤخرا، ببساط أخضر من الأعشاب والنباتات، كما تكونت أحزمة شجرية كثيفة حول المدن والقرى وعادت الأشجار المعمرة للنمو والخضرة بجوار الأودية المارة بالمحافظة، التي شكلت لوحات جمالية رائعة استقطبت أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف المناطق والمحافظات المجاورة. وأصبحت القنفذة خلال الفترة الماضية من أقوى المناطق ذات الجذب السياحي نظرا لتنوع خيارات التنزه بها من جزر وواجهات بحرية ممتدة لأكثر من 150 كم من سواحل عسير جنوبا حتى محافظة الليث شمالا، ومواقع أثرية، وبساط أخضر ومناطق جبلية وغابات ومتنزهات برية تتوزع على مساحة تتجاوز 300 آلاف متر مربع توفر المتعة والاستجمام التي يبحث عنها السياح، مترافقة مع حزمة كبيرة من المشاريع السياحية والترفيهية والاقتصادية والأثرية التي هيأت "غادة الجنوب" كما يسميها أهلها لأن تتبوأ مكانة مرموقة خلال الفترة القادمة. وبين رئيس المجلس البلدي لبلدية القنفذة محمد بامهدي أن لموقع القنفذة المميز دورا كبيرا في مكانتها حاليا فهي تطل على شاطئ البحر الأحمر ونقطة التقاء ثلاث مناطق إدارية وهي عسير والباحة ومكة، وتعد ثالث أكبر محافظات منطقة مكةالمكرمة بعد محافظتي جدة والطائف، وتتميز بأجوائها المعتدلة مما جعل منها المكان المفضل للكثير من أبناء المناطق والمحافظات المجاورة، مضيفا بأن هناك توجها حاليا لدى بلديات المحافظة للتوسع في إقامة حدائق برية تحافظ على الطبيعة وتوفر كافة الخدمات خاصة بالقرب من المواقع المجاورة لأودية قنونا وسبت الجارة لتكون القنفذة واجهة سياحية دائمة خلال العام. في المقابل، بين محافظ القنفذة فضا البقمي أن المحافظة أخذت لها موقعا مهما في خريطة السياحة الداخلية بل وأصبحت منافسة وبقوة، فهي تطل على واجهة بحرية تتجاوز 150 كم، وقد قامت البلدية بتنفيذ واجهة بحرية متصلة بامتداد 20 كم من متنزه "النور" حتى "القنفع" وهناك شراكة بين إمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة السياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية لتطوير هذه الواجهات وقد بدأت الخطوات الفعلية في ذلك لإقامة مراكز ترفيهية متنوعة تخدم الزوار. إلى ذلك، أكد كل من حسين محمد القحطاني، وعبدالله مسفر الغامدي من عسير أن أجواء القنفذة المعتدلة والجميلة دفعتهم لاصطحاب عائلاتهم وقضاء عدة أيام بالقنفذة، وأن زيارتهم الحالية أربعة أيام إلا أنهم سيعودون الأسبوع القادم لقضاء العطلة المدرسية بأكملها في القنفذة، فهذه الزيارة تعد استكشافية وللتأكد مما سمعوه من زملائهم، وأنهم لم يتوقعوا أن يكون جمال القنفذة بهذا المستوى فجميع المقومات متوفرة من الأودية والسهول والجبال والمعالم الأثرية والغابات والواجهات البحرية وهي تناسب العائلات والشباب.