تمتلك محافظة القنفذة 63 جزيرة بحرية تتوفر بها المقومات السياحية كافة التي تؤهلها لأن تصبح منتجعات سياحية تنافس أرقى مواقع التنزه والاصطياف، وتمتاز جزر القنفذة بطبيعتها البكر والفريدة بتنوعها الإحيائي النباتي والحيواني ومجاورتها للساحل وتفاوتها في البعد والقرب مما يخفف تكلفة استثمارها مقارنة بمثيلاتها بمختلف المناطق. وأوضح محافظ القنفذة فضا البقمي، في تصريح صحفي أمس، أن هناك شراكة ثلاثية بتوجيه من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وبالاشتراك مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلية والقروية، لاستثمار الواجهة البحرية لمحافظة القنفذة، وبدأت هذه الشراكة قبل سنوات وأطلقت مؤخرا باكورة تعاونها، ويجري التعاون مع مختلف الجهات كحرس الحدود ووزارة الزراعة والنقل والكهرباء وغيرها لاستثمار هذه الواجهات وكذلك الجزر البحرية التي لا تزال تنتظر المستثمرين لتقديم لوحة جمالية فريدة قادرة على استقطاب الزوار والمتنزهين. وأبدى رئيس بلدية محافظة القنفذة سالم آل منيف ارتياحه بوجود إقبال واضح من المستثمرين في المجال السياحي الذي اعتبره أحد خيارات الاستثمار المستقبلية ويظهر ذلك في وجود مجموعة كبيرة من الشقق المفروشة والفنادق والوحدات السكنية والشاليهات والمدن الترفيهية والأكشاك وغيرها من الاستثمارات التي تعد مشجعة للنهوض بالسياحة، واستقطاب المهتمين والمستفيدين منها للمحافظة. ويعد الشاعر الأديب عضو المجلس المحلي بمحافظة القنفذة الدكتور حمزة الشريف الجزر البحرية بالقنفذة من مقومات الجذب الرئيسة للسائحين وهواة الرياضات البحرية وهي مناسبة لإقامة مسابقات الغوص والصيد والتجديف والسباحة والرحلات والجولات البحرية لقضاء أمتع الأوقات والاستمتاع بالمأكولات والحياة البحرية، وأن مثل هذه الأنشطة لا تحتاج إلى مبالغ ضخمة مقارنة بغيرها من المشاريع بل حتى يمكن إقامتها من قبل بعض رؤوس الأموال المتوسطة. ويضيف الشريف أن أهم ما يميز هذه الجزر أنها تتناثر كحبات لؤلؤ بعضها قريب جدا للشواطئ وبعضها تفصله كيلومترات، ومن ضمن هذه الجزر الجزيرة المقابلة لمدينة القنفذة مباشرة التي تعرف بجزيرة الميناء ولا يفصلها عن الشاطئ سوى 300 متر تقريبا، وجزيرة أم القماري التي تعتبر موطنا لطائر القمري، وهي إحدى المحميات وغيرها من الجزر التي تمتلك ثروة إحيائية كبيرة وتمتاز بنظافة شواطئها ومياهها وكثافة غطائها الشجري وهدوئها وجمال شعابها المرجانية. ويشير الباحث الحسين الفقيه إلى أن ما يميز جزر القنفذة أنها طبيعة بكر فريدة، بها تنوع أحيائي وحيواني وتتوفر بها الشعب المرجانية والخلجان ومناظر طبيعية خلابة قد لا توجد في أي مكان آخر وهي ممتدة قبالة شواطئ محافظة القنفذة وبأعماق مختلفة على طول الشريط البحري الذي يمتد جنوبا من ساحل عسير البحري حتى الليث شمالا ومن أكبرها جزر جبل الصبايا وثرى، بل إن جزيرة جبل الصبايا كانت مأهولة بالسكان حتى عقود بسيطة وكانت تتوفر بها احتياجات السكان كافة من مياه ووديان ومياه آبار حلوة.