مسجد يحتضن فعاليات فنية، قد يبدو الأمر غير مألوف في المجتمعات الإسلامية. لكن "المسجد الكبير" في الكويت، حقق اللا مألوف واستضاف على مدى عشرة أيام "ملتقى الكويت للفنون الإسلامية" في دورته السادسة، وركز على سجادة الصلاة التي تمثل جانبا إيمانيا للمسلم. شهدت فعاليات الملتقى الذي نظم تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية واختتم مساء أول من أمس، المعرض الأول المتخصص لسجادة الصلاة في العالم، بالإضافة إلى معرض للخط العربي والزخرفة قدم جزءا منه في مجمع الأفينيوز التجاري، وبعض الورش الحية أمام الجمهور كنسج السجاد والرسم على الماء "فن الأبرو"، وورش الخط العربي، بمشاركة دار الآثار الإسلامية، والجمعية الحرفية للسدو، جامعة سلطان محمد الفاتح كلية الفنون التقليدية بتركيا، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول "أرسيكا"، جامعة العلوم الإسلامية كلية الفنون والعمارة الإسلامية بالأردن. رئيس المركز الإسلامي في الكويت الخطاط فريد العلي قال ل"الوطن": إن الملتقى ضم أكثر من 80 فناناً وحرفياً من 25 دولة، واختار الملتقى "حرف الألف" شعارا له، لما له من ارتباط بقدسية لفظ الجلالة ولتوثيق حضوره البصري والمعنوي بين باقي الحروف لاعتمادها عليه، وهو حرف يمثل الإنسان بصورته القائمة وبالقلم لاتصاله بالمعرفة والعلم. "الوطن" تابعت بعض فعاليات الملتقى، فكانت تجربة الخطاط المغربي محمد أمزيل، عن خط النسخ وبعض قواعده وعن استنتاجاته، وارتباط بعض الحروف ببعضها، مستعرضا كراسته التي قدمها عن خط النسخ، تلا ذلك الخطاط التونسي عامر بن جدو، الذي تحدث عن بدايته في الخط العربي متأخرا وهو يقارب سن 40 عاما، ليكون إحياء الخط القيرواني بدايته، ثم الحصول على عدة جوائز عالمية في هذا الخط وتقديم كراسة تدريبية له، بالإضافة إلى محاضرات حول الخط المغربي للخطاط عمر الجمني، وورشة عن تصميم الشعارات للخطاط وسام شوكت، ونبذة عن كسوة الكعبة لمحمد المرجان، والخطاط العراقي مثنى العبيدي عن تنفيذ اللوحة الخطية، وعدد من الخطوط التي أبدع من خلالها الخطاطون، كما كان الملتقى يقدم يوميا مشاهد من "فن الريم على الماء" عن طريق الفنانين أحمد جوكتان، وغريب آي، في الفترة الصباحية والمسائية، إضافة إلى ورشة الخط العربي بالأسلوب الصيني مع الخطاط نور الدين مي جوانج جيانج طوال فترة الملتقى.