تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باقتلاع تنظيم القاعدة من الأنبار، وأكد أنه واثق من النصر مع استعداد جيشه لشن هجوم كبير على المسلحين السنة في الفلوجة. ووجه المالكي في كلمة بثها التلفزيون أمس الشكر للمجتمع الدولي للدعم الذي قدمه في المعركة ضد القاعدة وحث أعضاء التنظيم ومؤيديه على الاستسلام واعدا بإصدار عفو. وأضاف "سنستمر في خوض المعركة لأننا نؤمن بأن القاعدة وحلفاءها هم يمثلون الشر". واجتاح مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مرتبطون بالقاعدة مراكز شرطة في الفلوجة وفي مدينة الرمادي بالأنبار الأسبوع الماضي. وينشط هذا التنظيم أيضا عبر الحدود في سورية. ونشر الجيش مزيدا من الدبابات وقطع المدفعية حول الفلوجة أول من أمس، فيما حاول زعماء محليون إقناع المسلحين بمغادرة المنطقة لتجنب هجوم متوقع يماثل الهجمات الأميركية على نفس المدينة عام 2004. وقال المالكي "لا نريد لهذه المدينة أن تعاني أبدا، ولن نستخدم القوة ما دامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة القاعدة وطردها". جاء ذلك، غداة دعوة تنظيم "داعش"، سنة العراق بالأنبار إلى عدم إلقاء السلاح. وقال المتحدث باسم التنظيم الشيخ أبو محمد العدناني في تسجيل نشر على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية "يا أهل السنة لقد حملتم السلاح مكرهين. فإياكم أن تضعوا السلاح فإن تضعوه هذه المرة لن تقوم لكم قائمة بعدها". وفي السياق، أعلن مسؤولون بالأنبار التوصل إلى اتفاق بين زعماء عشائر ومسلحين على إجراء مفاوضات لإنهاء حالة التوتر في المدينة وتأمين عودة النازحين، وإدارتها من قبل الشرطة المحلية. وقال أحد وجهاء المدينة ويدعى عبدالكريم الفلوجي ل"الوطن" أعداد كبيرة من المسلحين وهم من أبناء الفلوجة أخذوا مواقعهم في محيطها لمنع القوات من الدخول إليها، أما القسم الباقي منهم فتولى حماية الأحياء، مؤكدا أن المواجهة لن تنتهي إلا بالحصول على حقوق أهل السنة والجماعة في العراق كافة. وأشار إلى "إجراء مفاوضات بين الثوار وزعماء عشائر للحصول على ضمانات تحقق مطالبهم" نافيا في الوقت نفسه وجود عناصر القاعدة وداعش بين المسلحين. وكانت قوى سياسية حذرت المالكي من استخدام الخيار العسكري في الفلوجة، مشددة على الاستعانة بالجهد العشائري والشرطة المحلية لحفظ الأمن بالمدينة، فيما أعلن مكتب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أنه سيتوجه في 20 يناير الحالي إلى الولاياتالمتحدة لبحث قضية الأنبار. وحول التداعيات، أعلنت جمعية الهلال الأحمر أمس أن معارك الفلوجة تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن، وأغلبها يسكن حاليا في المدارس والأبنية العامة ولدى الأقارب. وأضافت أن "فرق الإغاثة استطاعت الدخول إلى الفلوجة وتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العوائل رغم الظروف الأمنية الصعبة داخل المدينة وخارجها". وتابع "تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات لأكثر من 8 آلاف عائلة خلال الأيام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق محافظة الأنبار".