أعلن من مساجد الفلوجة عبر مكبرات الصوت توصُّل وجهاء المدينة وعشائرها الى اتفاق على إنهاء المظاهر المسلحة، وفتح الطريق الدولي السريع، وإفساح المجال للشرطة المحلية لتولي زمام الأمن، فيما عبر مجلس محافظة الأنبار عن رفضه الاتفاق، مؤكداً أن التفاوض مع أي طرف لن يكون إلا عبر الأطر القانونية. وحذر تنظيم «داعش» العشائر من إلقاء السلاح. وجاء في بيان اصدره علماء الفلوجة وشيوخها ووجهائها، أن الاتفاق «تضمن انسحاب الجيش من المدينة وتولي قوات الشرطة وأبناء العشائر زمام الأمور الأمنية، فضلاً عن إنهاء المظاهر المسلحة». وأضاف أن «المجتمعين من شرائح المدينة المختلفة وبعد التداول في ما تمر به من أحداث مأسوية بسبب القصف العشوائي والتهديدات باجتياحها عسكرياً من دون جريرة سوى وقوفها في وجه الظلم والعدوان وحاجتها إلى وقفة جادة لإعادة الحياة، توصلوا إلى قرارات عدة، منها دعوة الموظفين للعودة إلى دوائرهم وتقديم الخدمات إلى أبناء المدينة اعتباراً من اليوم» (أمس)، مهددين من يتخلف عن تنفيذ عن هذا القرار «بإعلام الجهات المسؤولة لمحاسبته». كما دعا البيان «منتسبي مديرية حماية المنشآت إلى حماية الدوائر الرسمية»، لافتاً إلى أن «المجتمعين دعوا العائلات النازحة إلى العودة ومزاولة حياتهم الطبيعية بعدما عاد الأمن إليها». وتابع البيان أن «المجتمعين دعوا منظمات الإغاثة ومنظمات المجتمع المدني إلى تقديم ما يمكن لتخفيف العبء عن العائلات المتضررة». وأكد أن «هذه الخطوات من شانها أن تقطع الطريق على المتربصين بالمدينة». لكن نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي، اعتبر «هذا الاتفاق غير صحيح» ونفى «اطلاع الحكومة المحلية في الأنبار على تفاصيله»، مؤكداً ل «الحياة» عدم اعتراف المجلس «بأي اتفاق، ولن نتفاوض مع أي طرف إلا عبر الطرق القانونية». واشترط «إنهاء المظاهر المسلحة في الفلوجة قبل الشروع بأي مبادرة أو اتفاق»، وعما أعلنه وجهاء وشيوخ الفلوجة قال: «كل من يريد الإعلان أو الحديث عن اتفاق يستطيع التكلم إلا أننا في مجلس المحافظة لن نقبل أي حل إلا وفق الصيغة التي تم على أساسها إنهاء الأزمة في الأنبار». وأكد «استتباب الأمن الآن في الأنبار إلا في بعض المناطق التي ما زال مسلحو داعش يتحصنون فيها»، وأشار إلى «وجود عملية عسكرية في جزيرة البوبالي» ولفت إلى «صعوبة المعركة في هذه المنطقة بسبب وجود المسلحين داخل المناطق السكنية». وكانت مصادر في شرطة المحافظة أكدت بدء هجوم واسع على منطقة الجزيرة في قضاء الخالدية (20 كلم شرق الرمادي) لضرب مسلحي «داعش»، وأوضحت أن «الهجوم تم عبر استخدام الدبابات والمروحيات التي قصفت مواقع المسلحين». وكان تنظيم «داعش» هدد ب «تهديم» الفلوجة على رؤوس سكانها إذا تخلوا عن سلاحهم. وقال الناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي، مخاطباً أهالي الفلوجة: «يا أهل السّنّة، لقد حملتم السلاح مكرهين، فإياكم ان تضعوا السلاح، فإن تضعوه هذه المرة فلتُستعبَدُنّ لدى الروافض ولن تقوم لكم قائمة بعدها». وأضاف مخاطباً «اهل السنة» أنهم «خرجوا في العراق متظاهرين مسالمين منذ سنة»، مشيراً إلى أن التنظيم أخبرهم في حينها أن «الروافض لا يجدي معهم الحلم ولا ينفع معهم السلم وأقسمنا لكم أنهم سيكرهونكم على حمل السلاح وها قد حملتموه». وهدد العدناني بالعودة إلى «كل المناطق» التي انسحب منها التنظيم في الفلوجة، داعياً «السنة» إلى الانسحاب من العملية السياسية، والجنود وعناصر الشرطة وقوات «الصحوة» إلى تسليم أسلحتهم إلى مقاتليه وتعهد القتال ضد هذه القوات إذا لم تقدم على قتل أفزاد الشرطة المحلية، مهدداً ب «تدمير المدينة على رؤوس سكانها» في حال ألقوا سلاحهم.