ساهمت مواقع التواصل الإلكترونية على اختلافها ما بين "تويتر"، و"فيس بوك"، و"كيك"، و"انستجرام" وغيرها في انتشار الأخبار الاجتماعية بسرعة البرق، سواء كانت هذه الأخبار صحيحة، أم كاذبة، وذلك لسرعة بث ما بها لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، وفي الوقت الذي تفيد فيه الأخبار الصحيحة المستخدمين، تسببت الإشاعات في هدم حياة البعض، أو إلحاق الضرر بالبعض الآخر لانتشارها على نطاق واسع. ومن أمثلة تلك الإشاعات أخبار عن وفاة مشهور، أو مرض آخر، أو تمديد الإجازات، أو التي تتعلق بضرر منتج ما، أو نفع آخر، مع نسب تلك المعلومات لأشخاص موثوقين. يقول عبدالله الحربي "لا شك أن الإشاعات التي تبث عبر مواقع التواصل تكون أكثر تأثيرا وأوسع انتشارا، لأنها تصل لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، وتنتشر عبر نطاق واسع، وتتلقاها فئات مختلفة من المجتمع، منهم من يسارع بتصديقها، أو يبثها لآخرين بصورة منمقة توحي بمدى صدقها، ما يساهم بشكل واضح في انتشارها". وقالت عبير الشهري، إنها وصلتها شائعة عن وفاة شخص مشهور في منطقتها، وصودف أنها تعرف زوجته، فأرسلت لها لتتأكد من صحة الخبر، فأصيبت المرأة بذعر شديد، وتعرضت للإغماء، لأن زوجها كان مسافرا، ولم تعلم أنها شائعة سخيفة مدمرة"، وطالبت بعدم نشر كل ما تبثه تلك المواقع. من جانبه، بين الأخصائي الاجتماعي خالد حسن سليم ل"الوطن"، أن "الإشاعة شرارة بسيطة قد يقدحها أحد ضعفاء النفوس، فتسري في أوساط برامج التواصل الاجتماعي، فتثير الهلع في المجتمعات المختلفة، وقد أسهمت وسائل الاتصال الحديثة وبشكل واضح في سرعة نقل المعلومة المزيفة بين أوساط المجتمع، خاصة عندما ترفق عادة بصور، أو أفلام مزيفة، وقد تسببت هذه الشائعات في كثير من المشكلات، سواء على مستوى المجتمع، أو الأسر، أو حتى على مستوى الفرد". وأبان أن "الإشاعة قد تكون عبارة عن توقع بإحداث، أو إثارة للفتنة بين الطوائف، أو وصم فئة من المجتمع بأعمال مشينة، وقد تستهدف التفرقة على أساس ديني، وعرقي، ومنها ما يخص التعاميم، والأخبار الواردة من جهات عليا، أو ما يتعلق بزيادة الرواتب، أو تمديد إجازات، وفي بعض الأحيان تكون عبارة عن إشاعات تحذيرية من منتج معين لصالح آخر، كذلك ما يتم تداوله من إشاعات حول ما قد يحدث في المستقبل من كوارث بيئية، وطبيعية، وتفسير أحلام ورؤى". ولفت سليم إلى أن "السبب الرئيسي في سرعة انتشارها توفر وسائل الاتصال بشكل يسمح بسرعة تداولها، إلى جانب وجود أناس متخصصين في حب جمع ونشر مثل هذه الشائعات، وكونها تمس ما يحتاج له وما يستخدمه المواطن بشكل يومي، ويلعب الفراغ دورا في تداولها من قبل بعض المستخدمين". وفيما طرق علاج هذه الظاهرة، بين الأخصائي الاجتماعي أن "المواجهة المثلى لهذه الإشاعات تتم بنشر ثقافة التحقق من المصدر نفسه، ووجود قنوات رسمية من نفس المكان الذي بثت منه الإشاعة لتكذيبها مثل "تويتر"، أو "واتس أب"، أو "فيس بوك"، ومن أمثلة ذلك الموقع الذي أنشأه بعض المتطوعين مؤخرا لمستخدمي "واتس أب" بمسمى "هيئة مكافحة الإشاعات"، حيث يمكن الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة على رقم 00116463975445"، مشيرا إلى أن الإعلام يتحمل جزءا كبيرا في توضيح بعض الحقائق المغيبة عن المواطن.