أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الجغيمان أن هناك دراسات تشير إلى أن ما نسبته 20% من الطالبات "الموهوبات" في المدارس السعودية يعانين من تدني مستواهن الدراسي، وأن 25% من الطلاب "الموهوبين" في السعودية تحصيلهم الدراسي متدن أيضاً، كما أن هناك ارتباطا "محدودا" بالموهبة في السعودية مع الدخول في برامج تحفيظ القرآن الكريم. وأوضح الجغيمان في معرض محاضرته "إشراقة موهبة أو أفولها" في منتدى أبو خمسين في الأحساء، أن رعاية الموهبة مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى، والتعويل على القطاع الخاص في رعاية الموهوبين "غير صحيح"، ونحن بحاجة إلى قفزات متقدمة لرعاية المواهب وانتظار نتائج متميزة من الموهوبين، فبعض الدول تحرص على إيجاد مدارس "خاصة" للموهوبين. وأضاف أنه ربما بالقدرة الذهنية أو الجوانب الأكاديمية فقط تكون "الموهبة" لكن لا يمكن من خلالهما أن تتبلور "الموهبة"، فهي بحاجة إلى قدرات شخصية ونفسية و"انفعالية" واجتماعية، مع تهيئة البيئة المحيطة، والتدريب، بجانب عوامل الوراثة، والثقة بالنفس، والمثابرة والنظرة الإيجابية، والتعامل مع الفشل، مشدداً على عدم وجود عرق أو جنس أو جنسية تفوق الأخرى في توزيع القدرات، فجميع المجتمعات البشرية تتساوى في التشكيلات والقدرات والمواهب وفي النسب الإحصائية للقدرات العقلية والإبداعية المختلفة، نافياً صحة عبارة "الموهوب غير منظم"، مبيناً أن الأعمال المنظمة والانضباط يتعلمها الطالب من سن مبكرة، وأن البيئة غير المنظمة لن تمكنه من استثمار موهبته بالشكل الصحيح، موضحاً أن "المبدعين" هم الأكثر معاناة من سوء التنظيم وليس "الموهوبين"، إذ إن الإبداع مكون للموهبة وهو جزء منها، وأن التنظيم من المفاتيح الأساسية لتميز الموهوب في الإنتاجية. وذكر أن دراسة ميدانية أوضحت أن الآباء الذين ليس لديهم أبناء "موهوبون" أكثر سعادة من الآباء الذين لديهم أولاد موهوبون لأنهم يعانون كثيراً من تهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم الموهوبين ومتابعتهم دراسياً أولاً بأول، لافتاً إلى استمرارية مشكلة "عدم التوافق" بين الموهوبين وأقرانهم من غير الموهوبين، وعادة لا يكون للموهوبين أصدقاء في أعمارهم يمتلكون نفس قدراتهم، مؤكداً أنه على الآباء عدم الوقوف حجر عثرة أمام قدرات أبنائهم، وذلك بعد الإكثار من النهي، والضغط النفسي والتدخل في حياتهم التعليمية.