كشف رئيس الجمعية العالمية لأبحاث الموهبة والإبداع الدكتور عبدالله بن محمد الجغيمان ل» اليوم» ان عدم تلبية الحاجات المتنوعة للطلبة الموهوبين قد يقود إلى خلق مشكلات نفسية واجتماعية لديهم ومن تلك المشكلات النفور من المدرسة ، وحمل اتجاهات سلبية نحوها وتحول اهتمامهم من قضية التعلم لأجل التعلم والمعرفة إلى حصر التعلم في التحصيل الدراسي لاسيما وأن معظم ما يقدم لفئة الموهوبين في مدارس التعليم العام يتعارض مع استعداداتهم العقلية والإبداعية وهذا بطبيعة الحال يقود إلى ضمور تلك الموهبة وانحرافها. وأضاف الجغيمان أن الدراسات العلمية أثبتت أن نسبة 20% من الطلبة المتسربين من الدراسة النظامية هم من فئة الموهوبين واحد أسباب تسربهم وعزوفهم عن الذهاب للمدرسة ومواصلة دراستهم هو فقدانهم الدوافع الايجابية نحو التعلم من خلال الشعور بالملل من المناهج المقدمة بصورتها الرتيبة التي لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة . عدم تلبية الحاجات المتنوعة للطلبة الموهوبين قد يقود إلى خلق مشكلات نفسية واجتماعية لديهم ومن تلك المشكلات النفور من المدرسة ، وحمل اتجاهات سلبية نحوها وتحول اهتمامهم من قضية التعلم لأجل التعلم والمعرفة إلى حصر التعلم في التحصيل الدراسي ونوه الجغيمان بأن من المهم في هذا الشأن أن يتضمن الإطار العام للخبرات التربوية التي تقدم للطالب من قبل المعلمين الاحتواء على ممارسات تبعث وتنمي حب الاستطلاع وتكسب الطلبة مهارات التعرف على الأشياء الجديدة في العالم المحيط والظواهر الطبيعية والممارسات الاجتماعية من خلال بيئة مفتوحة للأسئلة ومشجعة على الاكتشاف وكذلك يجب أن تكون البيئة محتوية على مصادر التعلم المتنوعة التي تسهم في توسيع آفاقهم وتستثير فضولهم للتعلم ويكون إطار تلك الممارسات أن التعلم متعة وفائدة وتحقيق للذات، مشددا بأن هذه الممارسات لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة منها إلا في بيئة تربوية تجعل تقدير الذات والاستقلالية واحترام القدرات الشخصية للطالب وتعريفه بقدراته ومكامن تفوقه. وأوضح الجغيمان أن البيئة المدرسية عندما تقوم على جانب التحصيل العلمي الموجه نحو تحقيق النجاح الدراسي كل عام وبغرض تجاوز مرحلة دراسية والانتقال لاخرى فهو تحوير وتشويه للهدف الحقيقي من عملية التعلم ذاتها ، حيث أصبح الحافز الخارجي والهدف الرئيسي هو النجاح وتجاوز المرحلة بتقديرات مرتفعة في بيئتنا المدرسية وهذا أمر يضعف تنامي الاتجاهات الإيجابية نحو التعلم . وزاد الجغيمان في حديثه» بأن أكثر من يعاني من هذه المشكلة هم الطلبة الموهوبون حيث ان قدراتهم وامكاناتهم العقلية والمعرفية تؤهلهم للتميز وتجاوز المراحل الدراسية دون بذل أي جهد يذكر وهو الأمر الذي يجعل دوافعهم واتجاهاتهم نحو التعلم تنخفض بدرجات عالية .