أعاد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في وقت متأخر ليل أول من أمس؛ انتخاب أحمد الجربا رئيسا له للمرة الثانية على التوالي، وذلك خلال اجتماعه المنعقد في إسطنبول، بحسب بيان صادر عن الائتلاف. وحصل الجربا على 65 صوتا من أصل 120، وتفوق بالتالي على منافسه رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، الذي يعد أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد. وشهدت عملية التصويت منافسة حامية بين الرجلين. كما انتخبت الهيئة الرئاسية الجديدة لمدة 6 أشهر قادمة. وقال بيان صادر عن الائتلاف، إن الائتلاف انتخب 3 من أعضائه لمركز نائب الرئيس، هم عبدالحكيم بشار، وفاروق طيفور، ونورا الأمير. إلى ذلك، لم يتمكن المجتمعون من انتخاب الأمين العام الجديد للائتلاف، وذلك بسبب عدم حصول أي من المتنافسين بدر جاموس ومصطفى الصباغ، على النصاب الكافي، إذ حصل الأول على 57 صوتا، بينما نال الثاني 59 صوتا. وتأتي إعادة انتخاب الجربا في فترة حساسة، إذ يترقب العالم خلال أسبوعين انعقاد مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بهدف جمع ممثلين عن النظام والمعارضة على طاولة المفاوضات؛ سعيا للتوصل إلى حل سياسي للنزاع. وسيناقش الائتلاف اليوم موقفه من المشاركة في المؤتمر، رغم إعلان أبرز تشكيلاته وهو المجلس الوطني السوري الجمعة الماضي مقاطعته، مما أثار مخاوف من إمكان رفض الائتلاف برمته المشاركة في المحفل الدولي. وكان العضو البارز في المجلس سمير نشار قد قال في تصريحات صحفية، إن الجربا "لا يريد الذهاب إلى جنيف". وكان حجاب الذي يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة الأسد، قد تم تعيينه رئيسا للوزراء في يونيو 2012 بعد انتخابات برلمانية قالت السلطات إنها خطوة نحو الإصلاح السياسي. لكن المعارضين رفضوها واصفين إياها بأنها صورية. وفر حجاب إلى الأردن مع عائلته بعد ذلك بشهرين. وتعليقا على فوز الجربا قال العضو الكبير بالائتلاف أنس العبدة، في تصريحات صحفية من مكان سري خارج إسطنبول، إن الجربا سيحقق تقدما طيبا خلال الأشهر الستة المقبلة. وأضاف "يجب إعطاء الأولوية لإعادة تنظيم الجناح العسكري للائتلاف الوطني السوري، والعمل على الحل السياسي والحكومة الموقتة وزيادة المساعدات الإنسانية."