أكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض فور فوزه بولاية جديدة في الانتخابات التي جرت في إسطنبول أمس «عدم تنازل الائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، عن أصغر المطالب التي نادت بها الثورة السورية» منذ ثلاث سنوات. وأفاد «الائتلاف» في بيان أن الهيئة العامة التي تضم نحو 120 عضواً انتخبت الجربا رئيساً للمرة الثانية وكلاً من عبدالحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير نواباً للرئيس مع تجديد ولاية بدر جاموش أميناً عاماً. ونقل عن الجربا تأكيده على «حماية واحترام قيم ومبادئ الثورة السورية المباركة وحرصه على تحقيق تطلعات أبناء الشعب السوري ببناء دولة الحرية والعدالة والكرامة والمساواة. وعدم تنازل الائتلاف -كممثل شرعي ووحيد للشعب- عن أصغر المطالب التي نادت بها الثورة السورية». وفاز الجربا ب65 صوتاً من أصل 120، متقدماً بفارق 13 صوتاً على منافسه رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد الذي حاز على 52 صوتاً. وكان حجاب انضم إلى «الائتلاف» ممثلاً ل «التجمع الوطني الحر» الذي يضم المنشقين عن النظام، بدلاً من معاون وزير النفط الأسبق عبده حسام الدين. وبعد إعلانه في بادئ الأمر انتخاب ثلاثة أعضاء نواباً للرئيس، قرر «الائتلاف» إقامة جولة انتخاب جديدة الاثنين بسبب النتيجة المتقاربة. وكان تم الإعلان بداية عن فوز عبد الحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير (الجيزاوي) بمنصب نائب للرئيس. ويمثل بشار «المجلس الوطني الكردي» بموجب الاتفاق الموقع مع «الائتلاف»، ونص أيضاً على ضم عضوين إلى الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً بعدما جرى ضم 11 كردياً إلى الهيئة العامة. وأعاد «الائتلاف» التصويت على منصب الأمين العام بعد النتيجة المتقاربة التي حققها المرشحان المتنافسان وهما رجل الأعمال النافذ مصطفى الصباغ (59 صوتاً) وبدر جاموس (57 صوتاً) الذي يشغل المنصب حالياً. ثم أعلن فوز جاموس في الانتخابات، علماً أنه والجربا كانا انتخبا لمنصبيهما في تموز (يوليو) الماضي. وكانت مصادر معارضة قالت ل «الحياة» إن دولاً غربية وإقليمية حليفة نصحت بإعادة انتخاب الهيئة الرئاسية قبل «جنيف2». وحلت نورا الأمير بدلاً من سهير الأتاسي التي تشغل مدير وحدة الدعم والتنسيق في «الائتلاف». وتأتي إعادة انتخاب الهيئة الرئاسية في فترة حساسة، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد مؤتمر السلام من أجل سورية المزمع عقده في سويسرا في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري، الذي من شأنه أن يجمع ممثلين عن النظام والمعارضة على طاولة المفاوضات سعياً للتوصل إلى حل سياسي للنزاع. وبعد الانتخابات، بدأ «الائتلاف» بحث الموقف من المشاركة في المؤتمر، على رغم إعلان فصيل أساسي فيه هو «المجلس الوطني السوري»، مقاطعته «جنيف 2». وأثار إعلان هذه المقاطعة مخاوف من إمكان رفض «الائتلاف» برمته المشاركة في «جنيف 2». وبحسب العضو في «المجلس» سمير نشار، فإن «أحمد الجربا لا يريد الذهاب إلى جنيف». والجربا المولود في عام 1969 في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية على الحدود مع تركيا، حاول إقناع القوى العربية والغربية بضرورة تسليح المعارضة السورية. كذلك تأتي إعادة انتخاب الجربا في خضم أزمة داخل أبرز مجموعات المعارضة السورية التي تتخذ مقراً لها خارج سورية. ويرى عدد من قوى المعارضة السياسية والمسلحة أن «الائتلاف» لم ينجح في تمثيلهم. وكان «الائتلاف» طالب بشغل مقعد سورية في الجامعة العربية بعد تشكيله حكومة انتقالية برئاسة أحمد طعمة. وفي الجزائر، قال أمس وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن مقعد سورية في الجامعة العربية «سيبقى شاغراً». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة: «الأولوية حالياً بالنسبة للوضع في سورية هو بدء مسار سياسي يجمع الأطراف السورية من أجل الوصول إلى خطة عمل محددة». وتابع: «ليس مطروحاً حالياً عودة سورية إلى الجامعة العربية ومقعدها سيبقى شاغراً». وكانت الجامعة العربية التي تضم 22 عضواً، علقت عضوية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد فيها في 2011 على ضوء الأزمة الدامية في البلاد. ومنحت الجامعة العربية المقعد بعد ذلك إلى «الائتلاف» الذي تسلمه في مراسم جرت في آذار (مارس) 2013، إلا أنها أجلت مشاركة الائتلاف الكاملة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية. واعتبر نبيل فهمي أن «مصر متمسكة بالحفاظ على الدولة السورية (...) والطرف السوري وحده يحدد مستقبله من دون تدخل». من جانبه، قال وزير الخارجية الجزائري إن بلاده «متمسكة بالحل السلمي (في سورية) وتدعو الأطراف إلى الحل الذي ينادي إلى استمرارية سورية كشعب كوحدة ترابية». وسبق للجزائر أن أعلنت أنها ستشارك في مؤتمر «جنيف2».