نفى وزير الدفاع السوداني، عبد الرحيم محمد حسين، وجود أية علاقة لبلاده بالقتال الدائر الآن في دولة جنوب السودان، مؤكدا أنه شأن داخلي. وقال الوزير السوداني" نحن نتضرر من الحرب نسبة لتأثيراتها على الأمن والاستقرار وارتباطنا بمصالح حيوية مع دولة الجنوب لا يمكن استمرارها وتحسينها إلا عن طريق استدامة الأمن والاستقرار بالمنطقة". واتهم حسين جهات لم يكشف عنها بأنها تحاول زج السودان في المعركة الحالية بين أطراف النزاع في دولة الجنوب، منوها بأن الخرطوم تولي اهتمامها الآن بالجانب الإنساني للنازحين وتسعى بحرص شديد على الاستقرار في الجنوب لأن عدم الاستقرار له تأثيرات سلبية. من جهته، قال وزير خارجية جنوب السودان، برنابة بنجامين، إن الخرطوم تبذل جهودا إيجابية، للمصالحة بين طرفي النزاع الدموي في الجنوب، مؤكدا، أن الخرطوم تسعى لتقريب وجهات النظر بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار، وتقف على نفس المسافة من الطرفين. وقال بنجامين إنه يتوجه غدا إلى الخرطوم للقاء الرئيس السوداني عمر البشير، مبلغا إياه رسالة من نظيره الجنوبي سلفاكير بشأن الأزمة الحالية. في هذه الأثناء تقرر عقد المحادثات المباشرة بين طرفي النزاع في جنوب السودان اليوم على ما أعلن الوفدان. وأعلن وزير الإعلام الجنوب سوداني مايكل ماكوي المشارك في مفاوضات أديس أبابا والمتحدث باسم وفد المتمردين يوهانس موسى بوك أن الطرفين اتفقا على وضع جدول أعمال للمفاوضات يوافق عليه الفريقان. وقالت مصادر مطلعة من مقر المفاوضات، إن الطرفين لم يتفقا حتى الآن على "أجندة التفاوض"، وأفادت أن الوفد التفاوضى لمشار يطالب بتنفيذ إطلاق سراح المعتقلين من قيادة الحركة الشعبية قبل بدء التفاوض، فيما يشدد وفد حكومة "جوبا" الموالي لسلفاكير، على اتفاق لوقف العدائيات كبند مقدم في هذه الجولة. ورغم الاتفاق على بدء المباحثات المباشرة، إلا أن الاشتباكات تتواصل بين الجيش الحكومي وقوات المتمردين بالقرب من مدينة بور الاستراتيجية، عاصمة ولاية جونقلي. وأكدت الولاياتالمتحدة مجدداً، التزامها بإنهاء العنف في جنوب السودان، وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري مارف، "حتى مع تقليل عدد عاملينا الدبلوماسيين في جنوب السودان، سنواصل المشاركة وتقديم الدعم القوي للجهد الإقليمي والدولي لإنهاء العنف". وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية طائرتين أول من أمس من يوغندا إلى جنوب السودان لإجلاء حوالي 20 من طاقم السفارة الأميركية في جوبا، ومن المقرر أن تبقى السفيرة الأميركية سوزان بيدغ في جوبا، للمساعدة في مساعي إنهاء القتال. وكانت واشنطن أعلنت تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 50 مليون دولار لجنوب السودان، ليرتفع حجم مساعداتها للمدنيين المتضررين من القتال إلى 330 مليون دولار. وأعلن السفير المفوض لدولة جنوب السودان بالخرطوم، ميان دوت، عن إمكانية استعادة مدينة بور عاصمة ولاية الوحدة خلال الساعات المقبلة، بينما تمسك وفد المتمردين للمفاوضات بأديس أبابا بإطلاق سراح حلفائهم المعتقلين في جوبا. وأكد السفير عدم توقف إنتاج النفط بحقول ولاية أعالي النيل التي تنتج أكبر كمية من البترول في منطقة عداريل "200 ألف برميل يومياً"، إلا أن إنتاج حقول ولاية الوحدة الذي يبلغ 45 ألف برميل يومياً توقف منذ 23 ديسمبر الماضي.