أعلن الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان، أنه دفع بتعزيزات عسكرية على مشارف مقاطعة "بانتيو" النفطية في محاولة لاسترداد أجزاء منها، التي تقع حاليا تحت سيطرة القوات الموالية للنائب السابق رياك مشار، قائد التمرد بجنوب السودان. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي، فيليب أغوير، إن قواته سترد بقوة على القوات الموالية لمشار، ولن نسمح بأي مهدد للسلام والاستقرار، موضحا أن المعلومات الواردة تشير لعمليات تخريب في مواقع البترول نفذتها مجموعات المتمردين، مؤكدا أن قواته تستعد لاسترجاع مدينة بور. وقال المتحدث باسم مشار، يوهانس موسى، إن وفده وصل بالفعل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لكنه رفض تحديد مطالب حركته، غير أنه شدد على أن سلفاكير بات يمثل العقبة الأولى في طريق بناء دولة الجنوب الديموقراطية والموحدة والمتماسكة. وقال إنهم وصلوا أديس ليبحثوا عن حكومة يرتضيها كل أهل جنوب السودان، وهذا لم يعد متوفراً في كير. وأضاف أن المفاوضات ستبدأ بجلسة إجرائية لمناقشة وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين. وانضم القيادي بجنوب السودان ضيو مطوك إلى وفد المتمردين للمفاوضات، وأناب عن أرملة الراحل قرنق نجلها مبيور قرنق، للمشاركة مع الوفد. وقد تعهد مشار بأن بترول ولاية الوحدة سيكون منسابا عبر أنبوب الخام ليمر عبر السودان إلى موانئ التصدير على البحر الأحمر وتعهد بأن تأخذ الخرطوم نصيبها من رسوم عبور النفط الجنوبي، بينما يتعين وضع عائدات جنوب السودان في البنك الدولي أو في حساب بعيداً عن حكومة جوبا. فى السياق، أعلنت هيئة الإغاث الدولية أن عشرات الآلاف من المواطنين الذين أجبروا على النزوح من منازلهم بسبب القتال الدائر حالياً في جنوب السودان، في حاجة ملحة لمن يقدم لهم يد العون. ولجأ النازحون إلى مخيمات الأممالمتحدة. وهرب نحو 75 ألف شخص إلى مخيم على ضفاف النيل، عبروا إليه على متن قوارب هرباً من القتال الدائر في مدينة بور بين قوات سلفاكير ميارديت ومشار. كما ذكرت مصادر أميركية، أمس، أنه بالرغم من سفر وفدي الجانبين المتحاربين في جنوب السودان إلى إثيوبيا، لبحث وضع نهاية لحرب وأعمال عنف استمرت أكثر من أسبوعين، إلا أن الاقتتال استمر على أشده أمس. ونقلت المصادر عن المبعوث الأميركى، دونالند بووث قوله "إن الصراع الأكبر القائم على السلطة بين مشار وسلفاكير سيناقش لاحقا، لافتا إلى أن مشار وعده بأن تظل قواته في موقف دفاعي لإعطاء الفرصة لإجراء مباحثات، ومع ذلك استمر الاقتتال على أشده في مدينة بور الاسترتيجية، بعد استيلاء قوات التمرد هناك عليها ليلة أول من أمس".