لم تعد شبكات التواصل الاجتماعي، مجرد مساحات افتراضية تدجن بالمحتويات النصية، أو لتنزيل الصور الفوتوجرافية، أو حتى مقاطع الفيديو، فالأمر تجاوز ذلك بمراحل عديدة، وأضحت تلك الوسائط أدوات رئيسية في الحملات الإعلامية الموجهة التي تقوم بها القطاعات الحكومية أو الخاصة أو حتى ما يعرف بالقطاع الثالث (أي الاجتماعي المدني). وفقاً لاستقصاء قامت به "الوطن" في رصد حضور "نيو ميديا" في الحملات الإعلامية، وجدت أن ما يعرف بالإعلام الجديد، أصبح يملك مواصفات معتبرة في السوق السعودي، وأصبحت مردوداته المالية ذات جدوى، ويشير هنا الرئيس التنفيذي لimage pr أنور بن علي عسيري في هذا الشأن إلى أن وسائط الإعلام الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً محورياً في تصميم وتوجيه الحملات الإعلامية المحلية، رابطاً بشكل وثيق بين انفتاح ذلك السوق، وبين الإحصائيات المتصاعدة التي جعلت الشباب السعودي على رأس هرم مستخدمي تلك الوسائل. ويضيف عسيري ل"الوطن" بأن العديد من القطاعات أصحبت تهمل الحملات الإعلامية عبر أدوات الإعلام الكلاسيكي بنسبة غير قليلة، سواء على مستوى المحتوى الإعلامي، أو حتى الإعلاني، وهو ما برره المختص بخلق خارطة جديدة فعالة لدى قطاعات العلاقات العامة، إلا أنه طرح في الوقت الذاته ما وصفه باختلاف المعايير لاستخدامات تلك الوسائط في السوق المحلي، قائلاً: "ليست هناك خطوط مالية واضحة في هذا السوق، ربما لحداثته في تسويق الحملات الإعلامية، لكن هناك خطوط عامة في التسعير المالي، كاتفاق متعارف". عند رصد عدد من الحملات الإعلامية وجد أن الفيسبوك وتويتر واليوتيوب لا تزال تتربع على قائمة استخدامات تلك الحملات بصورة كبيرة، ويعود ذلك بحسب مسوق شبكات الإعلام الاجتماعي علي العتيبي، لتعامل السعوديين مع الوسائط السابقة بصورة كبيرة، والأرقام الإحصائية التي تصدرها المراكز المتخصصة تؤكد على ذلك أيضاً. ويعد تطوير استخدام أدوات جديدة في طريق الحملات الإعلامية، ونوعية إدارة المحتوى عاملين رئيسيين في التنافس بين الشركات المتخصصة في إدارة حملات العلاقات العامة، بل بدا الأمر لبعضها إلى حد إنشاء وحدات عمل متخصصة في إدارة الإعلام الجديد، حتى بعض الشركات الأجنبية بدأت تدخل السوق المحلي بقوة عبر وكلاء محليين لتسويق عدد من المؤسسات السعودية وحملاتها الإعلامية في الوقت نفسه. وهناك ملاحظة يؤكد عليها عدد من المتخصصين وهو دخول "الانستغرام" على خط تلك الحملات بقوة، وهو تطبيق لتبادل الصور ومقاطع الفيديو المختصرة، أطلق في أكتوبر عام 2010، يتيح للمستخدمين التقاط صورة، وإضافة "فلتر" رقمي إليها، ومن ثم مشاركتها في مجموعة متنوعة من خدمات الشبكات الاجتماعية. إضافة إلى "جوجل بلس" وهي شبكة اجتماعية تم إنشاؤها بواسطة شركة "جوجل" طرحت من خلالها خدمات جديدة، مثل: دوائر مكالمات الفيديو، الاهتمامات، المحادثات الجماعية، المنتديات والصفحات وغيرها. لكن وسيط "فليكر" لم يدخل بعد بقوة الوسائط السابقة في إدارة الحملات في الإعلام الجديد، وهو موقع لمشاركة الصور والفيديو، الخاصة بالمنتجات أو الأشخاص وحفظها وتنظيمها وعرضها على الجمهور.