استمر النظام السوري في قتل مواطنيه عبر إلقاء براميل الوقود المتفجرة، حيث واصل أمس قصف مدينتي درعا وحلب. وأكد ناشطون أن أكثر من 20 شخصاً قتلوا بسبب القصف الذي تعرضت له درعا، إضافة إلى مقتل 19 شخصا بمعارك في محيط مطار دير الزور العسكري. وقالت شبكة شام برس إن قوات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة أحياء طريق السد والبلد ومخيم درعا. وأضافت أن بلدة معربة في ريف درعا تعرضت إلى قصف بالصواريخ، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً واندلاع حرائق في مبان سكنية. كما ألقى سلاح الجو براميل متفجرة على بلدة الجيزة، خلفت أضرارا مادية. كما شهدت بلدة إنخل في ريف درعا اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي. وفي دير الزور، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 19 شخصاً قتلوا في معارك عنيفة في محيط المطار العسكري، حيث يشن مقاتلو المعارضة منذ أيام حملة واسعة في محاولة للسيطرة عليه. وقال المرصد "ارتفع إلى 19 عدد القتلى الذين قضوا في محيط مطار دير الزور العسكري"، مشيرا إلى أن بينهم 17 مقاتلا قضوا في اشتباكات في محيط المطار، وممرضاً قتل في القصف الذي استهدف المحيط، وقائدا ميدانيا قضى في اشتباكات مع القوات النظامية في قرية الجفرة المحاذية للمطار. وأضاف أن اشتباكات أخرى تدور بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المساندة لها من جهة، ومقاتلي المعارضة المسلحة من جهة أخرى، في قرية الجفرة التي تبعد مئات الأمتار عن المطار، مشيراً إلى أن القوات النظامية تسعى لاستعادة السيطرة على البلدة. إلى ذلك، قال المرصد السوري إن 517 قتيلا، بينهم151 طفلاً، و46 امرأة قتلوا جراء القصف المستمر من قوات النظام بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ 16 يوماً. وأشار إلى أن النظام قصف مجدداً المدينة في وقت متأخر ليل أول من أمس بالبراميل المتفجرة، مما تسبب في سقوط 57 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء. وسقط معظم الضحايا في قصف على سوق شعبية للخضار في حي طريق الباب بالمدينة. وأضاف المرصد أن الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام شن غارات أخرى على محيط السجن المركزي في المدينة، وقرية الشيخ عيسى قرب بلدة تل رفعت في ريف حلب، حيث قتلت طفلة وأصيب7 أطفال آخرون بجروح، كما قصف أيضاً مدرسة للبنات في مدينة إعزاز بالريف الحلبي. أما في ريف دمشق، فقد استمرت معاناة سكان بلدة المعضمية الذين يعانون من الجوع جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام على البلدة منذ أكثر من عام. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن وفداً يمثل سكان البلدة التقى ممثلين للنظام للبحث في كيفية إدخال الأغذية والمؤن للسكان عقب الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي، إلا أنه عاد ولم يكن بحوزته سوى 3 سيارات صغيرة تحمل مؤونة لا تكفي إلا عدداً قليلاً من السكان. ونص الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المعضمية لمدة 72 ساعة مقابل وقف القتال وإدخال مواد غذائية إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام، والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية وسط قصف شبه يومي عليها ومعارك. من جهة أخرى، أجلت القوات النظامية أكثر من 5 آلاف مدني كانوا محتجزين في مدينة عدرا الواقعة في ريف دمشق. وقالت وكالة الأنباء الرسمية نقلاً عن مصدر عسكري إن وحدات من الجيش أجلت المدنيين. وبدورها، قالت وكالة شام برس إن إجلاء المدنيين المؤيدين للنظام من البلدة هو مؤشر على عزم الجيش الحكومي هدم البلدة على بقية السكان، مشيرة إلى أن المنطقة مهمة بالنسبة لقوات المعارضة، "لأنها مدخل نحو فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومدينة دوما اللتين تعدان معاقل أساسية للثوار في محيط دمشق".