في مواجهة أعمال العنف في جنوب السودان، حيث قتل نحو 10 مدنيين وهنديان من جنود حفظ السلام، دعت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة إلى الحوار، بينما أرسلت واشنطن موفدا خاصا إلى المنطقة. وفي بيان غير ملزم أقر بالإجماع، دعا مجلس الأمن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار، اللذين أدى التنافس بينهما إلى موجة من أعمال العنف في البلاد، إلى "وقف المعارك وفتح حوار فورا". من جانبه نفى وزير الإعلام والبث بجنوب السودان مايكل مكوى، وجود أية قوات أميركية أو أفريقية فى بلاده، مؤكدا أنه لا علاقة لأية دولة بالصراع الذى تشهده البلاد. إلا أن مسؤولا حكوميا أوغنديا أعلن أنه جرى إطلاق نار على طائرات عسكرية أميركية كانت في مهمة إجلاء مدنيين من القتال المندلع هناك، مضيفا أن 4 جنود أميركيين أصيبوا أمس، وأحدهما في حالة خطيرة. يأتى ذلك فى وقت أكدت فيه مصادر مطلعة، أن قوات أوغندية وأخرى كينية دخلت جنوب السودان بطلب من جوبا لمساعدة القوات الحكومية فى إحلال الأمن فى البلاد. كما أكدت مصادر، أن متمردين مسلحين سيطروا على بعض حقول النفط فى جنوب السودان، ما يثير تساؤلات بشأن فترة تدفق النفط، وما إذا كان السودان سيدخل على خط الصراع. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن موفدا أميركيا خاصا أرسل إلى جنوب السودان للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة التي تتقاتل في هذا البلد. وأعلن كيري قراره إرسال موفده الخاص إلى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث، مؤكدا أنه "حان الوقت ليسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم وأن يكفوا فورا عن الهجمات على المدنيين وأن يضعوا حدا لموجة العنف بين المجموعات الإتنية والسياسية المختلفة". وحذرت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس جنوب السودان من أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف. وفي نهاية مشاورات، دانت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات المعارك وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين وبعض المجموعات الإتنية". وأكد مجلس الأمن دعمه لمهمة الأممالمتحدة في جنوب السودان التي "يشجعها على الاستمرار في أداء مهمتها بشكل كامل، وخصوصا في حماية المدنيين"، داعيا السلطات في جنوب السودان إلى "تقديم الدعم الكامل لها ومساعدتها على القيام بذلك". وقال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار أرو، إن سلفا كير وعد "على ما يبدو" بعثة وساطة أفريقية "بإجراء حوار غير مشروط" لحل الأزمة. ويشير أرو بذلك إلى بعثة تضم وزراء خارجية جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان وتقوم بمهمة في جوبا في إطار السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد). وأكدت حكومة جنوب السودان أمس أنها على استعداد للحوار مع رياك مشار خصم الرئيس سلفا كير "دون شروط" مسبقة لوقف أعمال العنف. وأسفرت المعارك بين الجناحين المتنافسين في جيش جنوب السودان عن سقوط حوالى 500 قتيل بين مساء الأحد وليل الثلاثاء الماضيين في العاصمة جوبا. وقد امتدت إلى ولاية جونقلي، حيث التوتر الإتني شديد أصلا. وأحصت الأممالمتحدة 14 موقعا تدور فيها معارك أو اضطرابات أهلية أو توتر كبير. فى سياق آخر، أعلن الجيش السوداني عن تحرير 17 منطقة بولاية جنوب كردفان. وقال المتحدث باسمه، الصوارمي خالد سعد، إن القوات المسلحة حررت منطقة أبو الحسن الحصينة، التي تمثل قيادة تعبوية وإدارية، ورئاسة العمليات بالنسبة لمتمردي الجبهة الثورية. وقال الصوارمي إن الجيش خسر عددا من القتلى والجرحى فى المواجهات.