للإعلام دور حيوي في تشكيل الحراك الفكري للمجتمع، وإبراز الجوانب الحضارية والتنموية له، فضلا عن دوره المهم في دفع عجلة التنمية المستدامة، عبر نشر ثقافة وفكر المسؤولية المجتمعية، وهذا يظهر أهمية أن تسهم وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية اليوم، في تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والمهنية والإسهام في دفع وتشجيع وإشاعة مبادرات المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والشركات، وإبرازها بحيث تكون قدوة في قطاعاتها. ولهذا الأمر مزايا عدة، منها اتخاذ هذه المبادرات قدوة يتم احتذاء حذوها لفائدة المجتمع، فضلا عن الإسهام بشكل أو بآخر في قاعدة بيانات شاملة لمناشط المسؤولية المجتمعية، التي يمكن أن تظهر حجم الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية وممارستها في قطاع الأعمال. وتظهر لنا أهمية كبرى لنشر الدراسات والأبحاث العلمية التي تتمحور حول المسؤولية المجتمعية؛ التي بالتأكيد ستسهم في رفع مستوى أداء القطاعات المختلفة في هذا المجال، فضلا عن التشجيع لقيام الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بتنفيذ وتبني الكثير من الدراسات والأبحاث الميدانية والمكتبية حول المسؤولية المجتمعية ودورها في تنمية المجتمع ورقيه. ويؤكد المختصون على أهمية أن يسهم الإعلام بواجبه في إبراز وتشجيع المبادرات الاجتماعية المتميزة؛ في الوقت الذي يقوم فيه برصد المخالفات التي قد ترتكب في المجتمع، لا سيما أن الجانبين يسهمان في بناء صورة ذهنية إيجابية أو سلبية، ويؤثر بشكل أو بآخر على رسالتها تجاه المجتمع، وهنا يتوجب ألا ترتكب الوسائل الإعلامية خطأ التسويق، أو ما يعرف بالدعاية لمنشأة أو أخرى اتخذت من المسؤولية المجتمعية جسرا للظهور والبروز فقط دون تحقيق مكتسبات للمجتمع أو الإسهام في تنميته. ومما سبق يتضح لنا أهمية دور الإعلام في تشجيع المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص، لا سيما أنها تسهم في إبراز وتشجيع التزام مؤسسات الأعمال بالسلوك الأخلاقي وإسهامه في التنمية الاقتصادية، لذا نجد أن الإعلام سيسهم في خلق ثقافة تشجع على تنمية هذا الفكر، فضلا عن تحقيق التكامل بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الخيري، والإسهام بفعالية أكبر في تنمية المجتمع وتطويره.