في أبريل من عام 2008 تنبأت دراسات وتقارير علمية بأن راديو الإنترنت سيتبوأ مكانة متقدمة في عالم "الإعلام الرقمي"، وذلك خلال عشر سنوات من ذلك التاريخ، نظراً للتطور السريع الذي حدث في منظومة هذا النوع من المشاريع. المعلومات التقنية تشير إلى أن راديو الإنترنت هو خدمة بثّ الصوت غير المنقطع عبر الإنترنت، ذلك أنّ المستخدم لا "يبثّ" الصوت بوسائط لاسلكيّة، ولا يمكن للطرف المتلقي التحكم بمحتوى البثّ الذي يستقبله، على خلاف تحميل الملفات من الإنترنت أو الخدمات الأخرى، ويمكنه استقبال البثّ على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى المتصلة بالإنترنت كأجهزة الهواتف النقالة أو الأجهزة اللوحية الذكية التي تدعم استقبال بثّ الراديو من الإنترنت، والاستماع إلى خدمة "البث الرقمي" في أي مكان بالعالم متصل بالإنترنت. وبحسب تتبع مسار المعلومات الأولية التي قامت بها "الوطن"، تبوأت الأردن مكانة عربية متقدمة في إطلاق مشاريع "راديو الإنترنت" وأبرز تلك المشاريع راديو "عمان نت" المهتم بتفاصيل الحياة العامة في العاصمة الأردنية عمّان، حيث انطلق بثها على الإنترنت في نوفمبر من عام 2000، كأول إذاعة عربية محلية تبث برامجها بالنص والصوت والصورة الفوتوجرافية عبر شبكة الإنترنت. وفي الثاني من يوليو 2005 بدأت الإذاعة بثها على موجة 92.4FM في منطقة عمان الكبرى بعد أن صدر قرار حكومي بمنح رخص لإنشاء إذاعات خاصة في المملكة الأردنية. أما البرامج الإخبارية فتم ترخيصها في سبتمبر 2005. وفي مطلع يناير 2008 تم تغيير اسم إذاعة "عمان نت" إلى "راديو البلد"، وهو اسم مستوحى من عبارة وسط البلد التي تطلق على الأسواق الشعبية في وسط المدينة، حيث يتجمع فيها عامة الناس، وبقي اسم "عمان نت" منحصراً في الموقع الإلكتروني الإخباري. ويمكن الرجوع ببدايات هذا النوع من البث إلى عام 1993، حيث أطلق "كارل مالاماد" خدمة المقابلات عبر الراديو، الذي كان يقابل خبيرا تقنيا في كلّ أسبوع ويبثّ تلك المقابلة عبر الإنترنت. فيما أطلقت محطة WXYC أوّل بثّ عبر الإنترنت، ولكنّها كانت مرتبطة بمحطة راديو كلاسيكيّة. وقدمت "عمّان نت" خلاصة تجاربها في تهيئة عدد من الشباب العربي، لتعزيز هذا الاتجاه لديهم عبر "منح تدريبية"، وكان من بين المتدربين مجموعة من الشاب السعودي، والذين يشكلون لبنة أساساية في هذه العملية، إلا أن تجربتهم – أي السعوديين- ما تزال بكراً في هذا المجال. ويرجع خبير تأسيس الإذاعات المرتبطة بالإنترنت سهيل عمّون، في حديث إلى "الوطن" عدم تفعيل هذا النوع من "الإذاعات الرقمية" في المملكة لأسباب عديدة، منها أن "الإعلام الجديد"، خاصة إعلام "اليوتيوب" أخذ حيزاً واسعاً في تجارب السعوديين، ويظهر ذلك بشكل جلٍ في كمية البرامج اليوتيوبية، والتي لا تسمح في الوقت الراهن بدخول عنصر منافس جديد ينافس هذا الوسيط، إلا أنه قال: إن الفترة المقبلة ستشهد تجارب ملحوظة في بروز الإذاعات الرقمية". وعلمت "الوطن" من مصادر خاصة من أن إحدى الجامعات – تحتفظ الصحيفة باسمها- شرعت في عمل دراسات وتتلقى عروضا من الشركات الخاصة، بغرض تأسيس إذاعة رقمية علمية، تخاطب فيها طلابها.