اندلع في باريس جدل واسع حول وجود معهد للثقافات الإسلامية في العاصمة الفرنسية، بعد افتتاحه أخيرا بحضور عمدة باريس برتران دو لانويه، وعميد مسجد باريس الكبير دليل أبو بكر، إلى جانب دانيال فايون وزير الداخلية الفرنسي السابق، وعدد من رموز الجالية الإسلامية في فرنسا. وعلى الرغم من أن حي (باربس) الذي يقع فيه المعهد حي معروف بوجود الجاليات الأجنبية خصوصا العربية والأفريقية التي تدين في غالبيتها بالديانة الإسلامية، إلا أن المشروع لم ينل قبولا من سكان الدائرة الثامنة عشرة باعتباره لا يتفق مع مبادئ الجمهورية الفرنسية، بحسب المعترضين. وتصاعد الجدل والاعتراضات في الوقت الذي حاول فيه برتران دولانويه، التأكيد على عدم وجود أي خرق للمبادئ العلمانية لفرنسا، وأن الدولة لم تقدم دعما للمشروع الديني، مستدلا بأن بلدية باريس لم تقدم المعهد مجانا أو هدية لجمعية دينية تنشط تحت راية مسجد باريس، بل باعته بقيمة مالية تقدر ب2.2 مليون يورو. إلا أن تصريحات دولانويه لم تهدئ من اعتراضات الرافضين حتى الآن. من جهته قال دانيال فايون، عمدة الدائرة 18 ووزير الداخلية السابق، في كلمته يوم افتتاح المشروع: لقد عرفنا إسلام الأقبية والأماكن الخفية وإسلام الشوارع، واليوم أنا فخور جدا بهذا المشروع الجديد"، مشيرا إلى مراعاة جميع الشروط التي ينص عليها قانون 1905، أبرزها الفصل بين الدين والسياسة وعدم تمويل الدولة للمشاريع الدينية. فيما أعرب عميد مسجد باريس دليل أبوبكر عن فرحته بهذا الإنجاز قائلا:" إنه مكسب هام للمسلمين الذين تعبوا من أداء الصلاة في الشوارع والأماكن غير اللائقة لذلك"، مضيفا:"إن باريس تعاني من نقص أماكن العبادة للمسلمين. لكن على الرغم من ذلك سنكون مضطرين إلى تقليص عدد المصلين الذين يريدون أداء صلاة الجمعة داخل هذه القاعة لأسباب أمنية. وسيبدأ المعهد نشاطاته على الفور رغما عن المعترضين، لأنه لا يتعارض مع أي قوانين فرنسية، بحسب القائمين على المعهد المكون من طابقين، الأول تقدر مساحته ب300 متر مربع، مخصص للصلاة، فيما سيخصص الطابق الثاني والسفلي لتنظيم المعارض وفعاليات فنية ودينية مختلفة، إضافة إلى متحف فني لعرض روائع الفن الاسلامي.